نوفمبر.. شهر التعرية الأخلاقية الجزء الثاني
د. نضيرة بريوة | Dr. Nadira Brioua
20/12/2023 القراءات: 1254
نوفمبر.. شهر التعرية الأخلاقية
بقلم د. نضيرة رابح بريوة
الجزء الثاني
جاءت هذه الحرب لتكشف لنا أوجه متشابهة في المعارك السابقة بين أصحاب الحق والمعتدين، بين أصحاب الأرض والمحتلين، وعن أوجه مشابهة للمؤامرات السابقة والنفاق والخذلان الذي يتعرض له الصامدون ضد الباطل عبر التاريخ و المعارك التحريرية داخليا وخارجيا لتبرهن لنا أن الأرض لا يدافع عنها إلا أصحابها المؤمنون الثابتون على الحق، وكشفت حقيقة بعض دول الغرب والمستعمرات الغربية الأوروبية عبر التاريخ ومدى وحشيتها وتظاهرها بالدفاع عن الحرية وحقوق الإنسان في الوقت الذي تقوم بانتهاك الحريات وحقوق الإنسان. لقد عرّت هذه الحرب وما سبقها من الثورات التحررية ضد الاستعمار الغربي حقيقة الشعارات التي كانت تُحمل من طرف الغرب والمنظمات الإنسانية و الأحزاب السياسية باسم السلام وحقوق الإنسان والديمقراطية والسامية. غير أنّ هذه الشعارات برهنت بالأدلة الواقعية الملموسة اليوم أنّ الشعار الوحيد الذي يسعى له الغرب هو السامية الغربية والمركزية الأوروبية باسم "الأنا" العليا المهيمنة المسيطرة التي تهمش و تلغي الشعوب الاخرى باسم "الآخر" المتخلف المتدني. فاليوم الأطفال والنساء والشيوخ و الأبرياء عامة يقتلون بدم بارد أمام الشاشات، والمدارس والمستشفيات ومراكز اللجوء تُقصف بقوة، والمجاعة والجوع وانعدام الماء والكهرباء والغذاء وحتى الدواء، ومع ذلك نعيش صمتاً غربياً رهيباً، وغياباً طال أمده للمنظمات الإنسانية واكتفائها بإبداء الأسف والإعراب عن الخوف، كلمات دون أفعال. وهذه هي حقيقة المركزية الغربية والسامية التي تختفي وراء سدائل السلام والحقوق والديمقراطية لتأتي هذه الحرب وتعرّي:
١- بعض دول الغرب والأمم المتحدة وجميع المنظمات التي كانت تخدع الناس بشعارات السلام وحقوق الإنسان.
٢- منظمات النسوية المزعومة التي تدافع عن حقوق المرأة والطفل، التي لم نشهد لها تحركاً للدفاع عن حقوق نساء و أطفال غزة.
٣- الكيان الصهيوني و ضعفه وهشاشته العسكرية وأكاذيبه على الداخل والخارج.
٤- اصطفاف الغرب مع الباطل والقتل والدمار وسكوته عن الحق وحقوق الإنسان وهو يُنتهك في أبشع صور و مشاهد.
ما كشف نوفمبر وما عرى في هذه الفترة يذكرنا باضطهاد الشعوب الأصلية في أمريكا و أوروبا وعلى رأسهم الهنود الحمر، والحروب الصليبية الأوروبية، والقنابل النووية في هيروشيما وناغازاكي، ومعاناة أصحاب البشرة السوداء في أمريكا خاصة والغرب عامة، والاحتلال الأوروبي، واعتقال النشطاء السياسيين، وخلق الإسلاموفوبيا في الغرب ووسائله الإعلامية.. إلخ. أكذوبة السلام الغربي وحقوق الإنسان الخيالية، وحقوق المرأة باسم النسوية، السلام باسم الحرب على الإرهاب غيرها من الأكاذيب ما يمثل أمريكا -و الغرب عامة، حيث كانت و ستظل الأنا الرأسمالية الإمبريالية المتسلطة المهيمنة التي إن لم تسيطر بالسلاح، سيطرت بالغزو الثقافي والسياسات الدبلوماسية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية والعمالة والأكاذيب والشعارات الوهمية المزيفة سعياً وراء الرقم الأول في العالم ضد ما تسميه بالهوامش و الأقليات والتوابع. باختصار، لابد من خلق عدو و عميل؛ ثم مقاتلته و محاربته باسم السلام، و لتمرير المخططات وفرض السيطرة والهيمنة واستغلال الدول والأراضي وخاصة الشرق الأوسط حاليا في انتظار الانتقال إلى إفريقيا، ولله عاقبة الأمور.
طوفان الأقصى
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة