مدونة نوره الخضير


مدير أم قائد أم كوتش؟ من الأجدر بالإدارة؟

م.نوره الخضير | Noura alkhader


24/06/2024 القراءات: 768  



تعتمد أغلب الدورات التأهيلية للمدراء على محاولة التركيز على ما يحتاجه المدير الناجح، فركزت على التخطيط والتنظيم وإدارة الوقت، وفهم أنماط الشخصيات، والمراجعة لنظريات إدارية أثبتت النجاح عند تطبيقها في مكان ما. وانطلقت تلك الدورات من نظرية مفادها" أنه ليس كل الأشخاص موهوبون بالفطرة، فقد يمتلك الفرد بعض الأدوات ويحتاج إلى اكتساب بعضها الأخر". وظهر بعد ذلك رأي يقول بأن امتلاك أدوات الإدارة لا تكفي، ولا بد لمن يتولى الإدارة من أن يتميز بشخصية قيادية، فظهرت دورات تركز على أدوات القيادة بأنواعها التحويلية والكاريزمية والأخلاقية وغيرها من التصنيفات. وبعد أن استهلكت تلك المواضيع وشغلت المهتمين بالإدارة لسنوات طويلة، ظهر مفهوم جديد آخر وهو المدير الكوتش. من هو المدير الكوتش؟ من الصالات الرياضية إلى الإدارة، انتقل مفهوم الكوتشينغ، وأبرز المهام التي ُتطلب من المدير الكوتش: أن يعمل على زيادة الإنتاجية وتعزيز أداء العاملين وتقديم التوجيه والاستشارة، وإجراء تقييم للعاملين مع تقديم التغذية الراجعة البناءة مما يساعدهم على اكتشاف نقاط ضعفهم والعمل على معالجتها والتركيز على نقاط القوة، ويساعد الكوتش العاملين في تحسين قدرتهم على اتخاذ القرارات. ونرى اليوم عشرات الدورات التي تنظم عن الكوتشنغ ومهاراته بعناوين مختلفة وبمحاور متعددة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: ألا يوجد عيوب فردية في الشخصية تجعل الفرد يفقد أدوات مهمة في الإدارة من الصعب اكتسابها بالدورات والورش التدريبية؟ وتستوجب نصيحة صادقة لذلك الشخص بأن يحاول النجاح في مكان آخر، فقد يكون فيه بدايةً لإبداعه ونجاحه؟ عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، ألا تستعملني؟ فضرب بيده على منكبي ثم قال: يا أبا ذر إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها. ويقول لورن بلكر في كتابه "مدير لأول مرة" "يخشى بعض الناس اتخاذ القرارات، فإذا كنت من هؤلاء الأشخاص فالأفضل لك أن تترك مهنة الإدارة". ونرى اليوم القاعات التدريبية تغص بأشخاص قد لا يكون لجهدهم في الموضوع جدوى، وبعض الدورات للأسف غلب عليه الطابع التجاري، ولم تتجاوز كونها جرعة تحفيز مؤقتة سرعان ما يزول مفعولها، ويرجع معها الحالمون بالإدارة الفريدة إلى واقع يستنزف جهودهم بلا جدوى. وفي كثير من الأحيان لا يمكن وصف ذلك بالفشل وإنما سير الشخص في الطريق الخطأ، وما عليه إلا أن يغير الوجهة إلى المكان الذي يعتمد فيه على كل نقاط القوة لديه ليجني نجاحاً مستحق دون الحاجة لإضاعة الوقت. للأسف ربما لدينا أزمة في واقعنا العربي في تحقيق الذات وفي صنع المكانة فيكون المنصب الإداري هو أحد الأوراق التي يحرص على استخدامها كثيرون لتحقيق تلك المكانة، حتى لو كانت بعكس السير بالنسبة لهم، وينسون بأنها أمانة، فتضيع الفرص على المستحقين، ويفقد المجتمع من يقوده إلى الهدف، والجميع يدفعون الثمن. واختم بما قاله آلان دو بوتون في كتابه" قلق السعي إلى المكانة": "تبلغ الرغبة في المكانة العالية أقوى حالاتها عندما تفشل الحياة العادية، في تلبية حاجة الناس إلى حد معقول من الكرامة والرفاهية"!


الإدارة_ القيادة_القرار


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع