رواية " مستعمرة المياه " إحدى الروايات التي تجمع بين الواقعي والسحري، تتكون الرواية من مدخل وثلاثة عشرة
، تراوحت بين حضور المؤلف الضمني وبين شخصيات الرواية الأخرى ولا سيما الأب مردان الذي يتقنع به الروائي
ً
مقطعا
والابن سامح والزوجة زليخا والجدّة . استطاع فيها الروائي أن يوفق في خلق عالمين واقعي وسحري ، يحاول من خلالها الروائي
ه سيقرأ ما اعتاد عليه ، سواء عن طريق الخبرة أو الممارسة أو القراءة السابقة ، فينقله
َّ
كسر أفق توقع القارئ ، حين يظن أن
من مستوى النص المغلق حيث التسجيلية والتاريخية إلى مستوى النص المفتوح ، القابل لتأويلات متعددة وغير نهائية ، إنَّ
ضمير المتكلم يشير من طرف خفي إلى الواقعية والحسية ، إلا أنَّ ما نعيشه من أحداث الرحلة والانتقال يجعلنا في موقع
الدهشة والحيرة والتردد بين ما هو واقعي وسحري ، فضلا عن التداخل مع الحكايات الشعبية ، ورؤية )كوت حفيظ( تلك
الرؤية التي تعتمد على البطل ومن ثم خروج الرواية من الواقعي إلى الفنتازي