مدوّنة الأستاذ المشارك الدّكتور منير علي عبد الرّب القباطي
فضائل الصّيام من منظور السّنّة
الأستاذ المشارك الدّكتور منير علي عبد الرّب | Associate Professor Dr. Muneer Ali Abdul Rab
08/03/2025 القراءات: 18
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد، خير من صلّى وصام، وطاف بالبيت الحرام، وبنى دولة الإسلام، وكسر دولة الأصنام، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم، ما غرّد على الأيك الحمام، وما تدفّق بالودق الغمام. أمّا بعد؛
📌 فضائل الصّيام
إنّ للصّوم في رمضان وغيره فضائل وخصائص عديدة، فجديرٌ بنا أن نعتني به، فمن فضائله ما يلي:
🌴 إنّ صوم رمضان سبب لمغفرة الذّنوب: قال رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) رواه البخاريّ ومسلم. وقال صلّى الله عليه وسلّم: (الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ) رواه مسلم.
🌴الأعمال بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلّا الصّيام، فإنّه لا ينحصر تضعيفه في هذا العدد، بل يضاعفه الله أضعافًا كثيرة، هو وحده به عليم☝️، قال النّبيّ - صلّى الله عليه وسلّم-: (قال الله تعالى: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ) متّفق عليه. وفي روايةٍ لمسلم: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي).
🌴 إنّ خلوف فم الصّائم أطيب عند الله من ريح المسك، قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم- : (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ) رواه البخاريّ ومسلم.
🌴 إنّ للصّائم فرحتين؛ عند فطره، وعند لقاء ربّه، قال رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم-: (وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا، إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ) رواه البخاريّ ومسلم.
🌴 إنّ الصّوم يشفع لصاحبه يوم القيامة، كما في حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أنّ النّبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - قال: (الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ) رواه أحمد والطّبرانيّ، ورواه ابن أبي الدّنيا وغيره بإسناد حسن، ورواه الحاكم وصحّحه، ووافقه الذّهبيّ، وكذلك صحّحه الألبانيّ.
🌴 إنّ في الجنّة باب الرّيّان يدخل منه الصّائمون (كثيرو الصّيام)، قال - صلّى الله عليه وسلّم-: (وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ) متّفق عليه. وقال - صلّى الله عليه وسلّم-: (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ، لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ) متّفق عليه.
🌴الصّيام جُنّة ووقاية من النّار أو من الوقوع في المعاصي الّتي تكون سببًا في دخول النّار، كما في الصّحيحين أنّ رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- قال: الصّيام جُنّة ...الحديث.
🌴 صيام يوم في سبيل الله -قاصدًا وجه الله- يباعد الله به حرّ جهنّم عن صاحبه سبعمائة خريفًا، كما قال - صلّى الله عليه وسلّم-: (مَا مَنْ عبدٍ يصومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إلّا بَاعَدَ اللَّهُ بِذَلِكَ الْيَوْمِ وجهَه عنِ النّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا) رواه مسلم.
فإذا صمت يا أخي، فابتغِ وجه الله -تعالى- وحده، فإنّك لو حقّقت صيام شهر رمضان إيمانًا بالله ورسوله، وتصديقًا بفرضيّة الصّيام، واحتسابًا للأجر والثّواب، نلت تلك الفضائل، مع الاجتهاد في الأعمال الصّالحة، من قراءة القرآن، وقيام رمضان، وكثرة ذكر الله، والاستغفار، والدّعاء، والصّدقات، والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، وصلة الأرحام، وتعليم النّاس الخير، وإصلاح القلب واللّسان والجوارح، والسّعي في طلب العلم، والدّعوة إلى الله - عزّ وجلّ -، وغيرها من الطّاعات والقربات.
فالعمر قصير، والرّحيل قريب، فكم فارقنا من أصحاب وأحباب لنا، صاموا معنا رمضان في العام المنصرم، ورحلوا قبل مجيء رمضان هذا، وهكذا ستمرّ الأيّام والأعوام، ويتعاقب اللّيل والنّهار، وفي ذلك عبر لنا وعظات !
نسأل الله قبول الأعمال، وحسن الختام🤲🤲🤲
الصّيام، فضائل، السّنّة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع