تناول هذا المقال خصائص العبد المسلم ومعالم سيره إلى الله عند الزاهد الربّاني أبو العباس ابن العريف الصنهاجيّ الأندلسيّ ( ت 536 هـ) الذي عُرِف بورعه وصلاحه وارتبط اسمه بمدرسة ألميرية الصوفية الأندلسية، و والذي جمعته علاقة بالقادة الروحيين الذين قادوا بما يعرف بثورة المريدين في الأندلس، و قد اشتهر وسمه في عصرنا وذاع صيته لاسيّما بعد تحقيق كتابيه: محاسن المجالس و مفتاح السعادة. كان لابدّ من الاعتماد على المنهج الاستقرائي التحليلي وتتبّع كلّ ما ورد عن ابن العريف من معاني الاستسلام لله تعالى ومقتضياته من أجل الوصول إلى النتيجة المرجوة من هذه الدراسة والتي تلّخصت في أنّ المسلم عند ابن العريف عندما يتميّز عن غيره بعبوديته لله تعالى يتمّ إنسانيته من حيث وجوده وكونه ابتداء ومصيرا.