مثَّل الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي (ت. 632 هـ) صورة التصوّف المكتمِلة من خلال مفهوم الإشراق الأخلاقي؛ و هو ما ميَّز التصوّف الأكبري بنظرية "الإنسان الكامل"؛ ذلك أن أعظم تجلي لكلمة الله هو الإنسان. فإذا كانت الأبحاث السابقة قد تناولت بالدّرس الأبعاد الوجوديّة و المعرفية لنظرية الإنسان الكامل، فإننا نحاول من خلال هذه الورقة تناول الأبعاد القَيميّة عامّة و قراءة المدلولات الأخلاقـيّة خاصّة لهذا المفهوم الرّوحي الثّري، مُنطلقِين من فكرة وُجود وَشيجة معنى قائمة بين كمالية الإنسان و أخلاقيته. و منوِّهين إلى البُعد العملي للتصوّف الإسلامي؛ بتجاوزه حدود المعرفة الصوفية النظرية القائمة على الزّهد، ليتطلع إلى آفاق العمل الرّحبة و يُعانق الأخلاق الرّوحية الشاسعة؛ ممّا يُسوّغ الحديث عن مظانِّ "علم الإنسان الإسلامي".