سيتناول هذا البحث شخصية بارزة تعد من أهم رواد الإصلاح في العصر الحديثِ، ورجل من رجال التصوف الكبار في شمال المغرب، إنه العلامة التهامي الوزاني (1903-1972)، العالم المجدد، والمناضل السياسي، منارة تطوان شمال المغرب لا يمكن ذكر الحركة العلمية فيها دون ذكر اسمه، الذي جعل الزاوية منطلقا لمشروعه في مجال التعليم والتربية، وميدان دعوته الإصلاحية.
لعل معظم الباحثين لا يعلمون الكثير عن هذه الشخصية التي تظل مغمورة نوعا ما، رغم الجهد الجبار الذي بذله في ميدان الإصلاح التربوي والسياسي والاجتماعي، ورغم كل التراث الفكري الذي خلفه في مجال الفكر وبالأخص التاريخ والتصوف، إلا أن عذرهم في ندرة ما نشر من مؤلفاته رغم كثرتها، لذا ارتأيت أن يكون هذا الجهد المقل منطلقا للبحث حول هذه الشخصية الفذة والقامة العلمية الكبيرة، عرفانا بالجميل لأهل العلم لما قدموا، ونشرا لآثارهم لينتفع بها.
وقد أتى هذا البحث مقسما إلى قسمين: القسم الأول؛ تحدثت فيه عن شخصية التهامي الوزاني محاولا إبراز معالمها ومميزاتها ووقوفا مع الآثار التي خلفها. وأما القسم الثاني؛ فجاء للحديث عن شخصية التهامي الوزاني الصوفية، وكيف جعل التصوف منطلقا لمسيرته الإصلاحية في مجالات عدة اجتماعية وتربوية وسياسية، ذلكم هو رجل من رجال الحركة الوطنية، ورائد من رواد الإصلاح الوطني، ومفكر من أساطين الفكر الصوفي المغربي عموما والتطواني خصوصا.
د. محمد أرارو | Dr. mohamed ararou | 13366