العدد السادس عشر مقالات
استراتيجية الحوافز ودورها في تحسين الاداء لدى العاملين / مقالات
20/02/2022
أ. محمد التميمي
قد يظن بعضهم أن نظام الحوافز هو منحة من الإدارة، ولكن في حقيقة الأمر هو من أساسيات علم الإدارة، وهو بمنزلة وجبة فطور للعاملين؛ من أجل تحقيق الأهداف وصولا إلى تحسين الأداء، وتحقيق الذات، حيث تعد استراتيجية الحوافز من استراتيجيات إدارة الموارد البشرية، إلى جانب التخطيط للقوى العاملة، والاختيار والتعيين، والتدريب، والتمكين، والتقييم، والتدوير الوظيفي، وغيرها من استراتيجيات إدارة الموارد البشرية.
تتعدد المفاهيم والمفردات في تعريف الحوافز ويمكن تعريفها إنها: دفع الأفراد وتحريكهم نحو تحقيق أهداف المؤسسة، من أجل تحسين أداء الأفراد أو مجموعة من العوامل والمؤثرات الخارجية، التي تثير الفرد وتدفعه لأداء الأعمال الموكلة إليه على خير وجه عن طريق إشباع حاجاته ورغباته المادية والمعنوية، المتمثلة في الأجور؛ كالحوافز مادية وبطاقات الشكر والتقدير كحوافز معنوية، التي تخاطب حاجات الفرد الاجتماعية والنفسية والذهنية.
ولدراسة طبيعة العلاقة بين استراتيجية الحوافز كمتغير تابع والأداء كمتغير مستقل نسلط الضوء على دور المتغيرات التي تلعب دوراً كبيراً في تفعيل وتوظيف نظام الحوافز في المؤسسة ومن هذه المتغيرات:
1- الرضا الوظيفي
2- دوران العمل
3- الانتاجية
4- الانتماء للمؤسسة (الولاء التنظيمي )
5- الغياب غير مبرر اي دون عذر
فمثلاً في ظل ارتفاع مؤشر الرضا الوظيفي لدى العاملين، فإنَّ هذا يعني توفر نظام حوافز في المؤسسة سواء أكانت مادية أم معنوية والعكس صحيح في ظل غياب مؤشر الرضا الوظيفي يؤدي إلى ضعف نظام الحوافز في المؤسسة مما يؤدي، إلى ضعف أداء العاملين وضعف الانتاجية، وكذلك بالنسبة لعامل دوران العمل الذي يعني حركة انتقال العاملين داخل المؤسسة وخارجها؛ بسبب التقاعد أو الوفاة أو الاستقلالية؛ ففي ظل ارتفاع معدل الدوران بطبيعة الأمر يؤدي، إلى انخفاض نظام الحوافز وبالتالي يؤثر في انتاجية المؤسسة في حال عدم توفر البديل المناسب، كذلك الأمر بالنسبة للولاء التنظيمي، الذي غالبا ما يشير إلى توفر نظام حوافز تمنحها الإدارة للعاملين لتحقيق الاستقرار، والبقاء في المؤسسة وتعزيز الامن الوظيفي القائم على توفر بيئة خالية من الصراعات، والفوضى من خلال التعامل بروح الفريق وكذلك بالنسبة للغياب غير مبرر دون اي سبب، نتيجة ضغوطات العمل والملل خصوصا في الوظائف ذات الطبيعة غير ابداعية، وغياب نظام الحوافز والتدوير الوظيفي القائم على تحسين الأداء لدى العاملين كالترقية مثلا، وقس على ذلك أيضاً، الانتاجية لدى المؤسسة ففي ظل غياب التحفيز لدى الافراد، بطبيعة الأمر يؤدي إلى ضعف انتاجية المؤسسة؛ لأن القائم على عملية الانتاج هم الافراد الذين يشكلون العمود الفقري للمؤسسة.
فالعلاقة متكاملة بين هذه المتغيرات الخمسة، وغياب أحدها يؤثر في الآخر، ويؤثر في الحوافز كمتغير مستقل؛ فمثلاً: ضعف الولاء التنظيمي يؤدي إلى ارتفاع الدوران الوظيفي والغياب غير مبرر الناتج عن غياب نظام الحوافز وهكذا .
لذلك توفر نظام الحوافز في المؤسسة، بمنزلة المحرك والوقود للاستمرارية في عملها في بيئة الأعمال وعالم المنافسة، ووجبة فطور للأفراد من أجل تحقيق أهداف المؤسسة المتمثلة في الانتاجية، وأيضاً، لتحقيق أهداف الأفراد المتمثلة في تحسين الأداء والحصول على ترقية.
العدد السادس عشر استراتيجية الحوافز ودورها في تحسين الاداء لدى العاملين
مواضيع ذات صلة