قوامة الرجل تستغيث من الاستعباد
عبد الحميد بغوره | ABDELHAMID BEGHOURA
09/12/2022 القراءات: 1380
أدخل على المرأة الفكر المغلوط الذي جعلها تظن أن المكوث في البيت والاتصاف به عيبا، فأصبحت تزاحم بكل وسيلة للخروج والظفر بوظيفة لا تليق بمقامها كأنثى، وإذا سألتهن عن سبب المزاحمة والشغل قلن لك إن الرجال غير مؤتمنين فصارت تخشى الطلاق حتى قبل الزواج وتسارع لأن تكون لها ذمة مالية مستقلة لتدفع في نظرها عنها سطوة الرجل وتحكمه فيها بزعمها لكن سئلت منه شيئا جعلت تشير إلى الآية" إن الرجال قوامون على النساء" وتناست أن الله فرض النفقة لها وجوبا بحق أنها قائمة على شؤون البيت وما يلحقه فإذا شاركته فيما افترض الله عليه وصار أغلب وقتها خارج حماها يكون لزاما أن تناصفه كل النفقات وحتى العرس يهيأ ويقاسم مصاريفه شطرين وقد لا يكون لها حق المهر الذي يسقط تبعا لأنه مما جعل له كونه دلالة على استعداد الرجل لتحمل أعباء النفقة، وتصبح المرأة تطالبه كذلك بالقيام بأعمال المنزل مناصفة ولربما حصل أن تغسل ثيابها وتترك ثياب زوجها، فلا هي ارتحات وسكنت ولا هو قرت عينه، فكان من الأفضل ألا ينشأ الزواج من بدايته، بل وسيتطاول الأمر حتى ينتهي بالمطالبة بالمعونة في الحمل، كل هذا تبديل لفطرة الله التي فطر الناس عليها، وتنتهي خلاصة القول بواقعة لزميل لي خطب إمرأة زميلة له من الكلية على أحسن ما تكون عليه هيئة إمرأة جمالا وعقلا كونها كانت على رأس الدفعة التي تخرجا منها بمعدل عال جدا، ما رأى منها في الكلية إلا ما يسره خلقا وعلما، فلما توسط إليها خاطبا قبلت بعدما وضعت شروطا من بينها أن يكون مهرها (خمسين مليون سنتيم) وبعض الذهب وزيادة على ذلك أن يرفق لها ما يسمى في عرف الأعراف(النعجة) لتذبح يوم حناء العروس، وياليتها انتهت عند هذا الحد وأضافت شرط العمل وأن تنفق منه كيف تشاء وأنى تشاء وتقبض أجرتها بيدها، وأن تسافر إلى خارج البلد لتتم دراستها، وهذا غيض من فيض وهو أدهى وأمر، يقول الزميل لولا نعمت ربي لكادت أن ترديني، لم يحصل الوفاق بينها وتمر الأيام حتى توفي أبوها (زمن الكرورونا) ، ليلحق به أخوها من بعدة ثم لتمرض أمها فصارت الحال إلى سوء بقدر الله، فلا هي حققت حلمها في دراسة الدكتوراه حسب مرادها ولا هي ظفرت بزوج ولا أسرتها بقيت لها، كانت البنت في ظاهر الأمر تبدو جوهرة لكن داخلها لم يكن كذلك وهذا الصنيع من فتاة تحسب من المثقفات الواعيات فإذا كان هذا حال النخبة فما هو وضع الأخريات، إذا كان العلم لهن نقمة فتح أعينهن على رجالهن فلا بارك الله فيه لهن، سألت إمرأة عجوزا من المجاهدات اللواتي يضرب بها المثل في الشجاعة لم تكن قد تعلمت ما رأي أمنا في بنات الزمان -لم أذكر لها أن تعطيني رأيها في تعلمهن- قالت بوصف العموم البنت ليس حسنا لها أن تتعلم، استغربت ثم أتبعت سؤالها لماذا؟، قالت إن هي تعلمت فسدت(تتعلم تولي تفهم وتحوس تسترجل) قلت لها إن العلم حسن، قالت: لا أمانع أن تتعلم إلا القدر الذي تحتاجه، عجبت من حكمتها رغم أني لا أوافقها لكن يبدو أن ما قالته سأعاود التفكير فيه.
أصبح الرجل غريبا عن الفطرة التي أودعها الله فيه وهيأه لها جسديا ونفسيا بسبب مزاحمة المرأة له في حقه الشرعي غصبا فاستكان للواقع المفروض فصار لا يجد عملا في الإدارات ولا في التعليم ولا في أي قطاع إلا ما ندر إلا والحظ الأوفر منه للمرأة، فصارت حواء في هذا الزمن تسيطر على كبرى المنصاب وبأغلبية مما أوهن قوى آدم وأعجزه كسلا عن طلب الرزق والضرب في الأرض والعزوف عن طلب العلم والتنمر منه، فأرخى حباله يتصيد عاملة منهن يبتغي المعونة ولربما قصر المعاش على راتبها هي ثم تأتي تعاتبه أنه يعيش على عرق جبينها وتطالبه بالعمل ولو بغير شهادته ظنا منها أن الأمر هين، فكيف بمن قضى سنوات عمره يدرس ثم ينتهي به الأمر عاملا في الأعمال الشاقة، ليس الأمر بالهين على المستوى النفسي، والحقيقة أنها المتسبب المباشر أو غير المباشر في هذه الظاهرة المتكاملة التي ستكون عاقبتها حضارة منتجة للفضائح على حد تعبير (مالك بن نبي).
إن ما آل إليه واقع المرأة من الاستقواء على الرجل بدعم دولي قوي غر ضه إضعاف الأسرة وعمودها الركيز المرأة لتنتج أفرادا ضعافا يسهل التحكم فيهم وسوقهم إلى حيث يعدون لهم محشرهم، ليحكموا عليهم القبضة وليمكنوا لأنفسهم حكم الأرض سنينا عددا، ولاتزال المرأة المسلمة غافلة عن هذا إلا من رحم ربي تسلط عداءها على نصفها الآخر مهملة القضية الحقيقية والوظيفة الربانية وهي صناعة الرجال .
المرأة، القوامة، المهر، العلم، الفكر، المغلوط،
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع