مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (267)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


22/01/2025 القراءات: 10  


-اتفاق عجيب:
«قال البلطي: كان ملك النحاة [أبو ‌نزار ‌‌الحسن بن أبي الحسن ‌صافي النحوي] قدم إلى الشام، فهجاه ثلاثةٌ من الشعراء: ابن منير، والقيسراني، والشريف الواسطي، واستخفَّ به ابنُ الصوفي ولم يوفه قدرَ مدحه، فعاد إلى الموصل ومدح جمالَ الدين وجماعةَ من رؤسائها وقضاتها، فلما نبتْ به الموصلُ قيل له: لو رجعتَ إلى الشام؟ فقال: لا أرجع إلى الشام إلا أنْ يموت ابنُ الصوفي، وابنُ منير، والقيسراني، والشريف الواسطي.
فقُتل الشريفُ الواسطي، ومات ابنُ منيرأ والقيسراني في مدةِ سنةٍ، ومات [ابن] الصوفي بعدَهم بأشهر!». معجم الأدباء (2/ 869).
***
-وعد لم ينجز:
مِنْ شعر الأستاذ مصطفى الزرقا:
قَدْ طالَ في الوعدِ الأمَدْ ... والحرُّ يُنجِزُ ما وَعَدْ
ووعدْتَنِي يوم الخميــ ... ـس فلا الخميسُ ولا الأحَدْ
وإذا اقتضيتُك لمْ تَزِدْ ... عن قول: إي والله غَدْ
فأعُدُّ أيامًا تَمُرْ ... ر وقد ضجِرْتُ من العَدَدْ
وتقولُ: أوْصيتَ الخطيـ ... ـبَ فهلْ نَفَوْهُ من البلَدْ!
وإذا اتكلتَ علَى الخطيـ ... ـبِ فما اتَّكَلْتَ على أحَدْ
***
-في الضيافة:
أنشدني الأستاذ محمد زهير نوفلية -رحمه الله- للشيخ سامي بن طاهر الكيالي الإدلبي:
يا تاركًا شربًا لقهوتنا التي … تجلو صدى القلبِ الكئيبِ العاني
في تركِ مثلك شربَها لي راحةٌ … توفيرُها وطهارة الفنجان!
وحدثني أن الشيخ طاهر الكيالي زار مصر وقصد محمد فريد وجدي ولكن الحارس لم يستقبله فكتب إلى محمد فريد:
ولقد لقيتُ بباب دارِك فجوةً … فيها لحُسن صنيعكم تكديرُ
هي جنةُ الفردوس يا أستاذَنا … لكنْ ببابها منكرٌ ونكيرُ [كذا]
قلت: وفي "الحكم الملكية والكلم الأزهرية" للشيخ مرعي الكرمي المقدسي (ص: 52-53):
"وأنشدوا في ذمِّ الحِجاب، وظلم الحُجّاب:
ولقد رأيتُ بباب دارِك جفوةً فيها لحُسن صنيعك التكديرُ
ما بال دارك حين تُدْخل جنةً وبباب دارك منكرٌ ونكيرُ!".
ويُنظر التخريج هناك.
***
-في توديع:
أُقيم حفل توديع للشيخ وهبي سليمان الغاوجي حين أراد الرجوع إلى دمشق سنة (2001م)، فأنشد الدكتور مأمون الشقفة في ذلك المجلس:
لو كان ظلُّك يُشترى يا سيدي
لشريتُه بالمال كلِّه
ولزمتُه طول الحياة كظلِّه أو ظلِّ ظلِّه
إنا نعيشُ بعالم فيه القليلُ من الجواهرْ
ما للكنوز النادرات إذنْ تسافرْ
سافرْ
فإنك هاهنا في كل قلبٍ مِن قلوب العاشقينْ
جاؤوا إليك مكرِّمينَ مودِّعينْ
يتأملون النورَ في هذي العيونْ
يا ربِّ ما هذا الجمالُ على وجوه العابدين الذاكرينْ!
هيا انظروا في وجههِ
شيخٌ كبيرٌ واهنٌ، لكنهُ واللهِ أجملُ مِن نساء العالمينْ
ومن الحدائقِ والزهورِ ونزهة المتنزهينْ
يا سيدي
ارفعْ يديك إلى السماء
امننْ علينا بالدعاء
مِنْ أعذب الألحان في الدنيا دعاءُ الصالحينْ
***
- أين مَن يدري؟
ذكرَ لي الأخ الشيخ محيي الدين الإسنوي أن للشيخ محمد الأمير النعماني العمراني نظم "مختار الصحاح" وزاده كراستين، وأن له أربعين نظمًا في أربعة وعشرين علمًا، وأنه قال:
نظمتُ النظمَ كالدُّرِ … ولكن أين مَنْ يدري؟
وعظتُ بكل ما يُمكنْ … بقول السرِّ والجهرِ
فلم يُصغوا إلى قولي … فحسبي مَنْ له أمري
ولستُ بكاتمٍ علمًا … ولم أخزنه في صدري
فقد سطرتُه نسخًا … وأرجو االله في النشرِ
***
-من شعر الشيخ محمد سالم ولد عدود:
إني إذا أفناءُ يعقوبَ انتدتْ … حولي حملتُ التاجَ والإكليلا
وإذا عطستُ بهم بأنفٍ شامخٍ … لم أرضَ بالشِّعرى له منديلا
وله:
أبناءُ موسى أسوتي في دِيني … ومروءتي في شدتي أو ليني
وهم حمايَ إذا هُضمتُ وعترتي … وهمُ عشيرتيَ التي تؤويني
وهم الذين إذا ندبتُ تسارعوا … لمعونتي وعُنوا بما يَعنيني
وكان الشيخ محمد سالم في طائرةٍ ومعه الأديب حمدًا بن التاه فأنشأ الأديب حمدًا يقول في مضيفةٍ:
وقفتْ بين سائحٍ وسياسي … ترشدُ الناسَ في رقيقِ اللباسِ
إلى أن يقول:
ثم ولتْ فشيَّعتها عيونٌ … قطعَ اللهُ وصلَها بالمواسي
ليت هذي الفتاة كانتْ تراعي …
وتوقفَ، فقال الشيخ محمد سالم:
(حرمةَ الشرع أو شعورَ الناسِ)
***
-حقوق الطبع محفوظة:
أفادني الأخ الكريم الشيخ محمد عبدالله ولد التمين وفقه الله تعالى قال: قال القاضي الأديب محمد بن بارك الله الديماني:
قد يَسمعُ المرءُ أشياءً تكلفُه ... عكسَ (الطباعِ) وأشيا غيرَ ملفوظهْ
وليس عن ردِّها بالمثلِ يمنعُه ... شيءٌ ولكنْ (حقوقُ الطبعِ محفوظهْ)!
***
-هذا الكتاب ليس لعبدالحق الدهلوي:
جاء في كتاب "الشيخ المحدث عبدالحق الدهلوي: حياته وآثاره" تأليف الأستاذ خليق أحمد نظامي، تعريب الدكتور أكرم الندوي، ط دار القلم، ط1 (1434هـ - 2013م)، جاء ضمن مؤلفاته (ص: 160): "الإكمال في أسماء الرجال" وقال المؤلف: "ذكر الدكتور زبير أحمد (الإكمال في أسماء الرجال) في مؤلفات الشيخ المحدث العربية في موضوع الحديث، [انظر: إسهام الهند في الكتابات العربية، ص 256]، ولا ذكر له في (فهرس التواليف)".
قلت: الصواب أن هذا الكتاب للتبريزي، وليس لعبدالحق الدهلوي.
***
-مناجاة سبط ابن الجوزي:
قال عبدالقادر القرشي في «الجواهر المضية في طبقات الحنفية» (3/ 634- 635):
«أنبأني الإمام شرف الدين أبو يوسف يعقوب بن أحمد الحلبي، قال: قرأت على شيخنا الإمام الحافظ جمال الدين أبي حامد محمد بن علي بن محمود المحمودي الصّابوني، أنشدكم الإمام بقيّة السّلف أبو المظفّر يوسف بن قزغلي بن عبدالله البغدادي، لنفسه، في يوم الخميس، العشرين من شعبان، سنة اثنتين وثلاثين وست مئة، بزاويته، بمرج الدّحداح، ظاهر دمشق المحروسة:
عليكَ اعتمادي يا مفرِّجَ كربتي … ويا مؤنسي في وحدتي عند شدّتي
ويا مَن نقضتُ العهد بيني وبينه … مرارًا فلم يظهرْ عليَّ فضيحتي
أغثني فإنّي قد عصيتُك جاهلًا … أغثني فقد طالتْ بذنبي بليّتي
فلو أنّ لي عينًا تسحُّ بأدمع … لنحتُ على نفسي وطالتْ نياحتي
ولكنْ ذنوبي أرهبتني جراحُها … فقلّتْ دموعي مِن شقائي وقسوتي
فأصبحتُ مأسورًا بذنبي مقيّدًا … فوا سوء حالي مِن بلائي وغفلتي».
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع