مدونة البيتي العلمية


مجلة أكابرس ... نموذج النشر السريع للمجلات والأراشيف العاملة بنظام النسخ الأولية PrePrint

حسن محمد عبدالله البيتي | Hassan Mohammed Abdullah Albaiti


06/11/2024 القراءات: 139   الملف المرفق


خلال المؤتمر الدولي الأول لجامعة المهرة اليمنية، وبالتعاون مع منصة أريد العلمية، وجهات أكاديمية أخرى، شارك 77 باحثاً من 14 دولة بأوراقهم في مجال التنمية المستدامة للتعليم، وقد كان نصيبي في أن أشارك في هذا المؤتمر بورقة علمية تقوم على البحث النوعي تحت عنوان "طرق تبني ثقافة نشر النسخ الأولية في مجتمع البحث العلمي العربي"، والتي بدأت في الغرب منذ عام بواسطة الجمعية الكيميائية الأمريكية سنة 1921، ولم تعرفها منطقتنا العربية إلا في عام 2017، وذلك عند نشط الأرشيف العلمي العربي على يد متطوعين من أساتذة الجامعات وكانوا 36 محكماً أولياً للنسخ الأولية المصطلح عليها بـ (PrePrint)، واستمرت المنصة حتى إغلاقها في سنة 2022 نظراً للأعباء المالية التي يتحملها فريق الأرشيف؛ نظراً لأن المشروع مزود تقنياً من قبل منصة https://osf.io المنطوية تحت شبكة العلوم المفتوحة، والتي تفرض سنوياً مبلغ لا يقل عن 2500 دولار مقابل رسوم الاستضافة وتصدير روابط DOI.
قبل أن أتحدث عن عنوان المقال، أولاً أعرف جمهور أريد العلمي بمصطلحات مهمة تتعلق بهذا الجانب، فألها مصطلح النسخة الأولية PrePrint وهي في أبسط تعاريفها منصة رقمية لنشر النسخ الأولية من الأوراق العلمية بمختلف تصنيفاتها (مقالات وأبحاث ورسائل) وتحكم تحكيما أولياً من قِبل مختصاً في المجال المنشور، ويقع التحكيم الأولي على الإلتزام بقواعد البحث العلمي دون الخوض في مضامين الورقة العلمية، كما يتم تقييمه من قِبل الأقران بعد النشر، وكل ذلك قبل النشر في المجلات التقليدية المحكمة، ويصدر لكل منشور منها معرّف DOI لحفظ الملكية الفكرية للأوراق العلمية، وذلك منعاً للانتحال منها.
بدأ انتشار النسخ الأولية كأول تجربة في ستينيات القرن الماضي، وعلى وجه التحديد في المعهد الوطني للصحة بالولايات المتحدة الأمريكية واستمر لمدة ست سنين، ثم عاد إلى الواجهة في تسعينيات القرن الماضي مع ظهور الإنترنت، حيث أنشئت ما يعرف بمستودعات النشر الأولي، وكان النشر في ذلك الوقت عبر البريد الإلكتروني، وبقيمة نصف دولار لكل ورقة علمية.
عادت أهمية هذا النوع من النشر خلال جائجة كورونا، والذي ألقى بظلاله على الدراسات العلمية حول لقاحات كورونا، والتي لم تستوف الشروط العلمية للنشر العلمي والمتمثلة في إجراء الدراسات السريرية المعمقة، حيث أن هذا النشر السريع أتى ضمن حالة الطوارئ التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية، فتعتبر مثل هذه الدراسات الطارئة بمثابة نسخ أولية.
إذن، نستشف مما سبق أن النشر السريع مع وجود التحكيم القبلي له، والتقييم البعدي، مما يؤدي لتحسين الورقة العلمية قبل التحكيم والنشر النهائي في المجلات العلمية التقليدية، وقد يخطر على بال أحد سؤال مهم: هل هذا النوع من النشر معتمد في الجامعات، والمراكز البحثية الممولة، وهل لهذا النوع من النشر آلية تحكيم متبعة، وموحدة إلى حد كبير بين كل منصات PrePrint؟ وهل هناك أنواع غير الأوراق العلمية مسموح بنشرها؟
أمّا بخصوص السؤال الأول، فهذا النوع بات معترفاً به بين كبرى الجامعات الغربية، وقواعد بيانات المجلات العلمية، وأشهر المجلات المفتوحة، إذ أن بعض الجامعات تبنت بنفسها إنشاء منصات PrePrint خاصة بها لأجل حماية الملكية الفكرية لمنسوبيها من طلاب وباحثين، حيث تعتبر جامعة كورنيل (Cornell University) من أوائل الجامعات التي تقود هذا المجال، حيث أنشأت منصة arXiv لعلماء الفيزياء وذلك عام 1991، وتعد واحدة من أكبر منصات الأبحاث المبدئية في العالم وتستهدف حالياً كافة العلوم التطبيقية.
وأما من حيث الدمج بين نظام المجلة وPrePrint، فالكل يعرف أن نظام تحكيم المجلات يأتي قبل النشر، وأن PrePrint يأتي بعد النشر، لكن أصبح هناك مجلات علمية مفتوحة تدمج هذين النظامين في عملها، منها: Elife sciences – PLOS -Journal of the American Medical Association (JAMA)
كذلك فقد أدرجت منصة Scopus خاصية PrePrint ضمن نطاق عملها.
وعن الآلية التحكيمية له، فتختلف بين منصات PrePrint والبالغ عددها 92 منصة ما بين أرشيف ومجلة، وفقاً لقاعدة البيانات المفتوحة، والتي تقع تحت إشراف وزارة البحوث الفرنسية، فبعضها متشدد في مسألة الانتحال العلمي عبر الذكاء الاصطناعي، وهي أعلى درجات الدقة حالياً، مع مراعاة كتابة الورقة وفقاً قواعد البحث العلمي، والأخرى تبدو متساهلة لأبعد حد، باعتبار PrePrint مجرد نسخة لا يعمل بها حتى تحكم تحكيماً نهائياً.
ومما زاد الفجوة بين هذه المنصات أنها تختلف في نوع الملفات المنشورة، فالبعض الآخر زيادة على ما ذكر في التعريف، يقبل نشر البيانات البحثية، والمنشورات الأكاديمية (Poster)، وجزء من فصول الكتب والمجلات المطبوعة والتي لا تسجل بمعرف DOI، وهذا سيحتم تطبيق آلية تحكيمية معينة لكل منها في المنصات الجادة في الحفاظ على مبادئ النشر العلمي.
أما بخصوص مجلة أكابرس فأترككم مع المقال الثاني والذي سنوضح فيه ما قمنا بدراسته بناء على ما سبق ذكره في هذا المقال.


الروابط:

http://about.arabixiv.org/%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%B4%D9%8A%D9%81.html

https://www.scilit.net/rankings

https://elifesciences.org/about/peer-review

https://plos.org/open-science/preprints/

https://jamanetwork.com/journals/jamanetworkopen/pages/instructions-for-authors#SecDuplicate/PreviousPublicationorSubmission

https://blog.scopus.com/posts/preprints-are-now-in-scopus

https://doapr.coar-repositories.org/repositories/

https://mhru.edu.ye/details/2991/


النسخ الأولية إعلام اقتصاد تعليم PrePrint النشر السريع كورونا


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع