مدينة الموصل القديمة - المدينة الميتة!!!
د.عدي قصي عبد القادر الجلبي | Dr. Oday Qusay Abdulqader Al-Chalabi
27/10/2020 القراءات: 1532
بالرغم من اعادة اعمار اجزاء من مدينة الموصل القديمة وجاهزيتها بشكل جزئي لكن يبقى اعمار الموروث واحيائه هو المفتاح لاعادة حيوية المدينة ونشاطها التجاري والسكاني. الشعور بالغرابة او عدم الانتماء الى المدينة ينتج عن عدم الاهتمام بالفضاء الثالث وهو المكان التي يتجمع بيه الناس للتعامل التجاري والاجتماعي. اذا انه يقع بين فضاء السكن وفضاء العمل. الاهتمام بالموروث الثقافي المادي هو الاهم في اعادة احياء المدن التراثية ، والا سيؤدي الى فقدان حيوتها وموتها. المدينة متمثلة بجسد المباني والحجارة هي الجزء المادي والمستخدمين هم الدم الذي يحتاجه هذا الجسد، ولكن بدون روح سسيبقى هذا الجسد ميتا وسيختفي بعد حين. الموروث الثقافي هو الروح التي يجب ان يحتويه الجسد لينبض من جديد. مدينة الموصل القديمة كانت متوجه نحو النهاية المحتومة لو لا بدء الاهتمام ببعض الفعاليات المتوارثة والتي يشعر بها المسخدم بانتمائه لهذا المكان. رائحة مطاعم السمك التي تستقبلك بعد عبورك للجسر القديم ورائحة وصوت الحدادين والنجارين والعطارة والازياء التقليدية التي بدات تسترجع مرة اخرى عززت من روح المدينة ومنعتها من مغادرة الجسد. نعم لقد بدات المدينة التراثية في الموصل تنبض من جديد واسمع نبضها المؤسسات والمنظات العالمية مثل اليونسكو وغيرها. هناك عدة مراحل يجب ان تمر بها المدينة قبل استعادة حيوتها بشكل كامل منها اعادة جمع وتوثيق ما يمكن من التراث المادي والغير المادي والذي يؤثر بشكل مباشر على هيكلية المدينة وحيويتها. المهرجانات والمعارض والاسواق المفتوحة يجب ان يكون لها دور في المدينة لاظهار هوية المدينة وتقاليدها. اعادة تفعيل عامل الانتماء للمكان وهو من العوامل المهمة لاحياء المدن...المدن بدون مستخدمين هي مدن ميتة ومدينة الموصل اليوم تعج بالمستخدمين من ساكنين ومتبضعين وزائرين فهي مدينة لازالت حية وستكون اكثر حيوية في المستقبل.
مدينة الموصل القديمة، التراث المادي، احياء المدن
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف