مدونة أ. د. محمد حرب بشير اللصاصمة
نظريات التعلم وطبيعة تأثيرها في المناهج المعاصرة
أ. د. محمد حرب بشير اللصاصمة | MOH.D HARB BASHIR AL- LASASMEH
24/01/2025 القراءات: 3
نظريات التعلم وطبيعة تأثيرها في المناهج المعاصرة
ان النظريات التي تشرح كيفية حدوث التعلم البشري تؤثر كذلك على المنهاج، فعلى سبيل المثال، النظرية التي ظهرت في القرن التاسع عشر والتي تـشبـّـه العقل البشري بالعضلة التي تنمو وتزداد قوة مع مداومة الرياضة والمران ادت الى ظهور مناهج تركز بكثافة على مواضيع صعبة كاللغة اللاتينية والرياضيات.
وهنالك نظرية تعلم اخرى تقول بان (الانسان يتعلم بالعمل) ، فالمنهاج الذي يتبـّع هذه النظرية كان يقدم للطلبة مشاكل معينة ويطلب منهم حلها، مع اعطائهم مواد ولية (خامات) يمكن توظيفها في الحل ويتوقع منهم ان يكتسبوا المعرفة والمهارة بهذه الطريقة
المناهج المستترة.
هناك صنف من المناهج غير ظاهرة للعيان وهو ذاك الصنف غير المخطط له مسبقا من صانعي السياسية التعليمية.
وقد حاول علماء المناهج جاهدين تعريف هذا الصنف، ولكن لم يصلوا الى تعريف واحد محدد كما يقول (هنستون).
ولعلي هنا انقل لك بعضا من اقوالهم عن ذلك العلم:
ان المنهاج الذي نتكلم عنه هنا، رغم انه يحتوي على نواح مختلفة، له سمة عامة ضمنية واحدة: الا وهي انه باد للعيان، سواء كان كتابا يقرا ام مجموعة من الانشطة التعليمية المستمرة. لكن لو استعرنا مشابهته لوجه القمر على سبيل المثال، لوجدنا ان المنهاج كذلك مثل القمر يبدي لنا وجها قد اخفي بعضه، ولتبسيط هذه الفكرة، يمكننا القول ان المنهاج له بعد او واجهة غير ظاهرة للعيان.
وهذه الجهة غير البادية للعيان تسمى في العادة (المنهاج المستتر) او الخفي.
ونجد ان بعض الكتـّاب مثل Wiles and Bondi (1993) يعرفون هذا النوع من المناهج على انه (المنهاج غير مخطط له) اي الذي لا توجد له بنود في خطة المدرسة . ويقول (Schubert 1986: p. 105) بان المنهاج المستتر هو ذلك الذي يتم تلقيه من قبل الطلاب في العادة بطريقة ضمنية اي غير مباشرة من مجموع تراكمات الخبرات في المدرسة.
و يشرح لنا (McNeil 1990: p.308) ذلك المنهاج بانه الممارسات او الاثار التعليمية الذي تنتقل الى الطالب من غير ان تكون في الخطة الرسمية للمدرسة.
بعد ايراد هذه الاقوال حول هذا النوع، لا مناص من التقرير بان محاولة فهم طبيعة المنهاج المستتر تبدو لنا صعبة، بيد ان الذي ليس صعبا علينا ان نلاحظه هو الاثر القوي لهذا المنهاج في اي مدرسة، والذي يبلغ من القوة انه يؤدي في بعض الاحيان الى تغيير وتطوير في جهود المدرسة ورسالتها في المجتمع، سواء على مستوى المدرسة نفسها ام على مستوى النظام التعليمي في البلد ككل.
لكن في احيان اخرى ايضا يمكن لهذا المنهاج ان يعمل العكس، فيثبط جهود المدرسة ورسالتها، او يدعم ويعزز بعض الجوانب والانشطة المدرسية المعينة على حساب جوانب وانشطة مدرسية اخرى.
ومن نتائج هذا المنهاج على الطالب، هي سمة (الاجتماعية والالـْـفة) التي يكتسبها الطالب بسبب وجوده في المدرسة. وبفعل وجود الطالب في (مجتمع) متعدد الافراد داخل المدرسة فان بعض المدارس تلقي في مخيلة الطالب ان سبيله للنجاح في بلد متقدم كالولايات المتحدة يكمن في المنافسة.
بينما في بعض المدارس الاخرى، ينظر الى التعاون على انه الطريق المفضل للنجاح.
وكذلك في بعض المدارس قد يتعلم الطلاب كيفية التعايش في بيئة توجد بها اعراق وثقافات مختلفة، بينما في مدارس اخرى، قد يتعلم الطلاب ان يتجنبوا الناس الذين لا ينتمون الى مجموعتهم العرقية او الثقافية. وهذه الامثلة تعتبر مجرد اشياء معدودة من خضم كبير يحتوي عليه المنهاج المستتر في المدرسة.
نظريات، التعلم، وطبيعة، المناهج ،المعاصرة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة