الامتحانات التحريرية: أزمة تعليمية وأخلاقية تهدد مستقبل الأجيال
د. محمد سلامة غنيم | Dr. Mohammed Salama Ghonaim
08/01/2025 القراءات: 15
"الامتحانات التحريرية: الوجه الخفي لأكبر خدعة تعليمية!"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أكبر خدعة علمية وأكذوبة اجتماعية تتمثل في الامتحانات التحريرية، التي أثبتت تأثيرها السلبي على مختلف جوانب العملية التعليمية والمجتمع. فهي تُسهم في إذلال الطالب وتحميله ضغطاً نفسياً كبيراً، مما ينعكس سلباً على حياته الشخصية وأدائه الأكاديمي. كما تزيد من قلق وتوتر أولياء الأمور الذين يجدون أنفسهم في سباق دائم لدعم أبنائهم ضمن هذا النظام المرهق.
تمتد الآثار السلبية إلى غرس قيم غير أخلاقية مثل الغش والتلفيق والكذب، مما يُضعف البناء الأخلاقي للأجيال الناشئة. إلى جانب ذلك، تُحجّم الامتحانات التحريرية عملية التعليم لتصبح مجرد إعداد للاختبار، مما يؤدي إلى إهمال التفكير النقدي والإبداعي، والاعتماد على الحفظ والتلقين.
هذه الامتحانات تظلم الطلاب الذين يمتلكون مهارات تتجاوز الحفظ، وتعزز من هيمنة التعليم التقليدي الذي يُقصي الابتكار والتنوع. علاوة على ذلك، تسهم في ازدهار ظاهرة الدروس الخصوصية، مما يزيد الأعباء المالية على الأسر، ويُغفل الاهتمام بالمواهب والنمو الأخلاقي.
والأكثر خطورة أن نتائج هذه الامتحانات ليست دقيقة علمياً في قياس القدرات الحقيقية للطلاب، مما يؤدي إلى تضليل المجتمع وأرباب العمل وممولي التعليم. في نهاية المطاف، تؤدي هذه المنظومة إلى إهدار الوقت والموارد، وإلى تدهور الصحة النفسية للطلاب وأسرهم.
أما البديل، فهو نظام تعليمي شامل يعزز التعلم العميق، ويعتمد على تقييم متعدد الجوانب يأخذ في الاعتبار المهارات العملية، والابتكار، والنمو الشخصي للطلاب، وهو ما يستحق النقاش والتفصيل في سياقات أوسع.
#الغنيمي
#رؤية_لإصلاح_التعليم
تربية، فكر، تعليم، امتحانات، تقويم
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة