مدونة د. قزادري حياة


كيفية تلخيص الدراسات السابقة بالطريقة العلمية السليمة.

د. حيـــــاةقــــزادري | Dr. KEZADRI hayat


23/07/2020 القراءات: 6221  


يعد تلخيص الدراسات السابقة مرحلة مهمة من مراحل البحث العلمي فهي التي تبرز مستوى إلمام الباحث بالموضوع المختار للدراسة.
ويختلف عدد الدراسات السابقة المطلوبة في الدراسة وذلك وفقا لما يتطلبه البحث وأهدافه، ونظرا للصعوبة والإشكال الذي يقع فيه عديد الطلبة في معالجتهم لهذه الجزئيةسوف نقوم في هذا المقال بتوضيح الآليات المتبعة في تلخيص الدراسات السابقة وطرق عرضها والتعقيب عليها، وغيرها من الجوانب المهمة والمتعلقة بهذه الجزئية من البحث العلمي الأكاديمي.
طريقة تلخيص الدراسات السابقة:
تتفق أغلب الثقافات البحثية في الطريقة العلمية والمنهجية لعرض الدراسات السابقة، فأغلب الرسائل العلمية سواء كانت ماجستير أو ماستر أو دكتوراه فإنها غالبا ما تتبع طريقة استعراض الدراسات السابقة من خلال عرض اسم الباحث الذي قام بالدراسة، وعرض سنة عمل الدراسة،ونوع الدراسة هل هي ماجستير أو ماستر أو دكتوراه والمؤسسة التي أجريت فيها الدراسة والبلد، بالإضافة إلى ذكر ملخص قصير لها بتوضيح أهداف الدراسة والمنهجية المستخدمة وأبرز النتائج والتوصيات التي خرجت بها الدراسة وعند الانتهاء من عرض كل الدراسات السابقة يقوم الباحث في الأخير بالتعليق على هذه الدراسات بحيث يبين أوجه استفادة دراسته من هذه الدراسات السابقة والنقاط التي سوف تظيفها دراسته ولم يتم تناولها أو التطرق لها في الدراسات السابقة.
طرق استعراض الدراسات السابقة وترتيبها:
1- التسلسل التاريخي: ويكون جمع الدراسات السابقة ومناقشتها بناء على تاريخ النشر، وتوضيح مدى التطور في الموضوع من خلال مدة زمنية معينة، بحيث يتم ترتيب الدراسات السابقة تصاعديا من الأقدم للأحدث أو بالعكس.
2- طريقة الموضوعات: وفيها يتم استعراض الدراسات بناء على مستوى تشابه المواضيع في الدراسات المذكورة إذ يكون جمع الدراسات ومناقشتها بناء على موضوعات محددة مسبقا.
3- السبب والمسبب والأثر: في دراسات العلاقات السببية أو عند وجود موضوع مبني على هذا الترابط بين المتغيرات.
4- المقارنة بين الاختلافات والمتشابهات في دراسات المقارنة.
5- التصنيف بناء على منهجية البحث( الدراسات الكمية والكيفية).
شروط اختيار الدراسات السابقة:
1- أخذ الدراسات السابقة من مصادرها الأولية وعدم الأخذ من المصادر الثانوية.
2- اختيار الدراسات الوثيقة الصلة بموضوع الدراسة وعدم الأخذ من الدراسات الغير مرتبطة بمشكلة وأهدف البحث العلمي.
3- الابتعاد عن أسلوب العرض الممل والمفصل للدراسات المختارة دون التعليق على هذه الدراسات.
أهمية الدراسات السابقة:
1- تجنب الباحث الوقوع في الأخطاء التي وقع بها الباحثون السابقون، كما تجنبه تكرار الأبحاث التي تمت دراستها من قبل.
2- تساعد الباحث على تطوير التساؤلات أو الفرضيات المتعلقة بدراسته حيث أنه يستفيد من التساؤلات أو الفرضيات التي طرحها الباحثون الآخرون، مما يمكنه من صياغة تساؤلات أو فرضيات مميزة لدراسته.
3- تساعد الباحث على العمل على تطوير الجوانب التي لم تنل حقها الكامل من الدراسة في الدراسات السابقة.
4- توسع من ثقافة الباحث واطلاعه على موضوع الدراسة، وذلك من خلال إعطائه معلومات قيمة موضوع بحثه.
5- توجه الدراسة نحو الطريق الصحيح، وتبين الفائدة الكبيرة لهذه الدراسة والتي ستقدمها للبحث العلمي.
6- تقوم بإيضاح مشكلة البحث العلمي، كما تساعد الباحث على معرفة المجالات المتعلقة ببحثه وتمده بعدد كبير من المصادر والمراجع.
7- تقدم للباحث مجموعة من الأفكار التي قد تكون غائبة عنه ليستفيد منها في بحثه العلمي.
8- تعد مصدر إلهام للباحث فهي تساعده على إكمال دراستهانطلاقا من النتائج التي توصل إليها الباحثون السابقون.
9- توفر على الباحث الجهد والوقت وذلك لأنها تقدم له معلومات جاهزة.
الأخطاء الشائعة في تلخيص الدراسات السابقة:
1- قيام الباحث بمراجعة الدراسات السابقة بشكل سريع وهذا ما يفوّت على الباحث فرصة اطلاعه على كافة المعلومات التي تحتويها، وبالتالي قد تفوته معلومات مهمة دون أن ينتبه لها.
2- تعد مراجعة نوع محدد من الدراسات السابقة من أكثر الأخطاء شيوعا لدى الباحثين بحيث يركزون على دراسات الماجستير فقط أو الدكتوراه فقط متجاهلين بقية المصادر كالمقالات العلمية .
3- عرض الدراسات السابقة بشكل عشوائي، إذ يجب على الباحث أن يقوم بعرضها بشكل متسلسل ومنطقي، ووفق أسس علمية، ويقع العديد من الباحثين في خطأ إعادة نتائج الدراسات السابقة دون الاطلاع عليها.
4- بناء الباحث لدراسته على حساب دراسات الآخرين، بحيث يقوم الباحث بجمع دراسته من أبحاث ودراسات أخرى، وفي هذه الحالة فإنه لن يقدم أي إضافة للبحث العلمي، وهو ما سيؤدي به إلى الوقوع في السرقة العلمية.
5- عدم التأكد من صحة الأبحاث السابقة، من خلال الوثوق في نتائج الأبحاث السابقة الأمر الذي يوقع الباحث في عدد من الأخطاء في حال كانت نتائج الأبحاث السابقة خاطئة، لذلكعلى الباحث أن يتأكد من صحة نتائج الدراسات السابقة.
6- الربط الخاطئ بين دراسة الباحث والدراسات السابقة، وذلك عند فشل الباحث في الربط بين بحثه وبين الدراسات السابقة مما يؤدي إلى ضياع جهوده في البحث العلمي.
7- عدم توثيق الدراسات السابقة بشكل مباشر، حيث لا يقوم عدد كبير من الباحثين بتوثيق الدراسات السابقة فور الاقتباس منها، الأمر الذي يؤدي بهم إلى إضاعة الوقت عند عودتهم إلى توثيقها بعد نهاية البحث، لذلك يجب أن يتم توثيق الدراسات السابقة بشكل مباشر وقت الإطلاع عليها.
8- تلخيص كامل الدراسات السابقة، حيث يقوم العديد من الباحثين بتلخيص كافة الأفكار الموجودة في الدراسات السابقة، بغض النظر عن أهميتها للبحث أم لا، وهذا أمر خاطئ، حيث يجب على الباحث أن يختار ما يناسب موضوع بحثه فقط.
في الأخير اتمنى لكم قراءة ممتعة وأنا بانتظار إثرائكم للموضوع وشكرا.


دراسات سابقة/ بحث علمي/دراسة/تلخيص/منهجية البحث.


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع



مقال ممتاز ومميز سعادة الدكتورة حياة..احياك الله تعالى بالعلم والمعرفة..وزادك علما وتقى ورفعة ونفع بك وبعلمك.