مدونة أ. م. أنس خالد إبراهيم


الترجمة الآلية و اثرها على دقة و مصداقية الترجمة

أ. م. أنس خالد إبراهيم | Asst. Prof. Anas Khalid Ibraheem


01/12/2020 القراءات: 3867  


خلال العقود الثلاثة الاخيرة بدأت ظاهرة الاعتماد على الترجمة الآلية و ترجمة الادوات و التطبيقات الذكية من اجهزة و برامج تغزو المجتمعات المدنية في كل اصقاع الارض . و اخذ دور المترجم يتضائل تدريجياً الى ان بدأ يتلاشى في بعض الاحيان. وهذا بدوره اثر على جودة المنتوج الترجمي . فعلى الرغم من سهولة استخدام و الوصول الى الترجمات الآلية او الذكية و امكانية استخدامها حتى من غير ذوي الاختصاص إلا ان مردودها الفكري و المعرفي يحتوي على اثار جانبية تؤثر على دقة النص و بالتالي مصداقيته. فالترجمة ليست عملية آلية يجري فيها استبدال كلمة باخرى او عبارة بمثلها او نص بما يشابهه وانما هي فن من فنون اللغة يقوم من خلالها المُترجم بنقل فكر و مشاعر و رأي الكاتب الى اللغة الثانية مع الحفاظ على اثرها على المُتلقي في اللغة الثانية كما احدثت من اثر على المُتلقي في اللغة الاصل. وهذا يستدعي من المُترجم ان يفهم النص و يستوعب رسالته وينتبه الى تفاصيل اسلوب الكتابة او الكلام قبل ان يقدم على عملية الترجمة الفعلية. ان كل عمليات الترجمة الآلية تفتقر الى المنطق السليم فالمنطق هو صفة بشرية وليست آلية. وهذا ما يجعل الكثير الكثير من النصوص المُترجمة آلياً نصوص ناقصة او على اقل تقدير غير دقيقة. ان اللغة بحد ذاتها هي نتاج بشري وليست عملية ميكانيكية تقوم على اساس تبادل الكلمات. فمثل ما ان الكلام هو فن من فنون جوامع الكلم فالترجمة هي فن من فنون جوامع الكلم ايضاً. ولا يمكن عزل احدهما عن الاخر و الاستعاضة بدلاً عنه باداة ذكية تقوم بالاستعاضة المَعجَمية لمخرجات تلك اللغة. فأن كان ولابد لشخص او جهة ما ان تستخدم الترجمة الآلية لسبب او لاخر فعلى اقل تقدير يجب لزاماً ان يكون هناك دور للمترجم ولو على اقل تقدير بدور التحقيق و المراجعة اللغوية حتى لانقع في اخطاء تُحسب علينا نحن اهل اللغة و روادها.


الترجمة - الترجمة الآلية - المُترجم


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع