يقوم هذا البحث على دراسة شكايات الأنبياء -عليهم السلام- إلى الله في القرآن الكريم، وذلك من خلال استقراء الآيات التي تضمنت شكاياتهم إلى الله وتحليلها، واستنباط القيم التربوية منها.
وحاولت الدراسة الإجابة عن الأسئلة التالية:
1- ما معنى الشكوى في اللغة والاصطلاح؟
2- هل هنالك أشباه ونظائر لمصطلح الشكوى في القرآن الكريم؟
3- ما السمات العامة لشكايات الأنبياء -عليهم السلام- إلى الله ؟
واعتمدت هذه الدراسة على مناهج عدة؛ أهمّها المنهج الاستقرائي، إضافة إلى المنهج الاستنباطي.
وتبين أنّ القرآن الكريم عُنيَ بإظهار أهمية الالتجاء إلى الله وحده، فالناظر في آياته يجدها كثيراً ما تحُضّ على الاعتناء بتقديم الشكوى إلى مَن بيده الأمر كلّه، وتبيّن كذلك صدق التجاء الأنبياء والرسل الكرام -عليهم السلام- إلى الله في كلّ أحوالهم، فقد أثنى الله على أنبيائه -عليهم السلام- لمّا شكوا ما بهم إليه، ولا أدلّ على ذلك من عرض القرآن الكريم لشكاياتهم إلى الله وحده، حيث عرض القرآن الكريم لشكايات عشرة من الأنبياء والرسل -عليهم السلام- إلى ربهم .
كما خلص البحث في نتائجه إلى سرعة استجابة الله لشكايات الأنبياء -عليهم السلام-؛ وأنّ دلالة الشكوى في الخطاب القرآني على نوعين؛ الأوّل: شكوى الإفصاح عما في النفس من ضرر أو مكروه، والثاني: شكوى التظلم.
ومن خلال دراسة شكايات الأنبياء -عليهم السلام- إلى الله في القرآن الكريم، فإننا نلمس أنّ الغرض الأكبر من ذِكر القرآن الكريم لها هو أنه ينبغي على المسلم كلما حلّت به مصيبة أن يرفع شكايته إلى مَن بيده مقاليد الأمور.
وأوصت الدراسة بتوجيه الباحثين للقيام بالمزيد مِن البحوث العلمية حول موضوع المشاعر النفسية في القرآن الكريم والسنّة الصحيحة؛ وذلك لإظهار مراعاة الإسلام للجانب الشعوري عند الإنسان، واستنباط الأسس الإسلامية في التعامل مع المشاعر الإنسانية.
حمزة عبدالله سعادة شواهنة | Hamza Abdullah Sa'adah Shawahnah | 7260