عنوان المقالة:صراع الهويات ومستقبل السلام في السودان: منظور سوسيولوجيي لمشكلة الجنوب ِA sociological Perspective to the Conflict of Identities of the Question of South Sudan
البروفيسور د عبده مختار موسى | ِprof dr Abdu Mukhtar Musa Mahmoud | 2611
نوع النشر
مقال علمي
المؤلفون بالعربي
عبدهـ مختار موسى
المؤلفون بالإنجليزي
ِAbdu Mukhtar Musa
الملخص العربي
ترى هذه الدراسة أن السودان (قبل انفصال جنوبه) عبارة عن مجتمع غير منسجم وفي غاية التعقيد والتعدد (pluralistic). وعندما يطال التعدد الجوانب الثقافية والدينية والعرقية يكون في الغالب الناتج هو مجتمع غير متجانس (heterogeneous). مجتمع بهذا التوصيف يحتاج لعملية (استجناس) أو "هرمنة"(homogenization) لتحويل هذه الفسيفساء الثقافية الإثنية إلى تنوع يثري وحدة مستدامة يكون قِوامها بناء اجتماعي متماسك (coherent). هذا هو دور الباحث والمثقف ووسائل الإعلام والنخب أكثر من كونه مسؤولية السياسي. لاحظت الدراسة (التي تمت قبل انفصال الجنوب وتنبأت بانفصاله) أن مشكلة الجنوب السودان قد تفاقمت – ضمن عوامل أخرى – بسبب عجز النخبة السودانية عن تحقيق الانسجام بين مكونات المجتمع السوداني. ولأسباب تاريخية وعوامل موضوعية ظهرت أزمة ثقة بين الطرفين على مستوى النخبة السياسية. ثم استعصت المشكلة وتفاقمت الأزمة بسبب نوع المنهج الذي تعاملت معه النخبة السياسية الحاكمة (الشمالية) مع هذه المسألة. هذا المنهج ارتبط بالعقلية التي تعاملت مع المشكلة منذ بدايات تمظهرها في شكل تمرد في خمسينيات القرن العشرين. فركزت تلك العقلية على الحل العسكري قبل السياسي. ثم السياسي دون معالجة جوهر الأزمة المتمثل في تعدد الهويات غير المتجانسة بسبب عدم توافر الاندماج الثقافي والنفسي والاجتماعي. وارتبط بهذه المنظومة الشعور بالظلم الاقتصادي والغبن الاجتماعي والاقصاء والتهميش السياسي. ساعد كل ذلك على تراكم جدار من عدم الثقة بين الطرفين على المستوى النخبة كما ترسخت صورة ذهنية سلبية للشمالي لدى المواطن الجنوبي حيث صار يرى في الشمالي أنه يمارس عليه الاستعلاء وتشكلت عقدة دونية لدى الجنوبي. فتشكلت هويتان فشلت النخبة في توحيدهما بسبب فشلها في إقامة دولة العدالة والقانون التي تعطي الاحساس للجميع بالمساواة في حق المواطنة والعدالة في توزيع الثروة والسلطة والفرص بين كافة المكونات وحتى على مستوى الأفراد لتحكم المعايير الموضوعية عملية التوظيف والتجنيد وتوزيع الخدمات. تهدف الدراسة إلى فحص حقائق التاريخ وعوامل الأنثروبولوجيا وتحليل معطيات الواقع للتنبوء بمستقبل العلاقة بين الشمال والجنوب والنظر في إمكانية تحقيق وحدة مستدامة أو عدم ذلك. كما يهدف البحث إلى التنبيه إلى خطأ المنهج الذي كان سائداً في التعامل مع المشكلة على المستوى الأكاديمي والعملي. لذلك تقوم هذه الدراسة على فرضية أساسية ترى أنه من الصعب تحقيق وحدة مستدامة بين الشمال والجنوب من خلال تلك الأطروحة التقليدية التي تختزل المسألة في اختلافات سياسية يمكن حلها بإعادة توزيع السلطة أو تظلمات اقتصادية يمكن حسمها من خلال معادلة جديدة لتوزيع الثروة أو من خلال ترتيبات إدارية تقوم على الفيدرالية. من خلال استقراء أحداث كثيرة يستخدمها الباحث كمؤشرات تتكامل في نسق نظري ومقولات ترجح عدم إمكانية تحقيق التكامل الوطني أو بناء سلام مستدام وبالتالي وحدة مستقرة بين شمال السودان وجنوبه ما لم يتم ذلك وفق منظور سوسيولوجي شامل واندماج اجتماعي حقيقي يمهد لانصهار بين القوميات في هوية سودانية كبرى واحدة تتعايش في داخلها عناصر التنوع الثقافي في انسجام تلقائي. (وقد حدث ما تنبأت به الدراسة من استحالة تحقيق الوحدة في عدم معالجة مشكلة "الهويتين المتصارعتين، وقد انفصل الجنوب بالفعل).
الملخص الانجليزي
This study argues that Sudan (prior to secession) was a pluralistic and heterogeneous society. As such, it entails harmonization to tackle its ethnic, religious and cultural diversity. A homogenization effort was needed to develop this mosaic into a diversity within unity and a coherent society. It is the role of scholars, the intellectuals, the media and the elites in general to undertake the task. It is not only the responsibility of the politicians. The study (conducted prior to secession and predicted that it would happen) noted that the problem of the South was aggravated – along with other factors – by the failure of the Northern elite to achieve homogeneity in the Sudanese society. For historical reasons and objective factors a barrier of distrust and mistrust – mental and psychological – have been building up between the two sides crystallizing two different identities. This negative state of affairs was further aggravated by the wrong approach that was adopted by the different ruling elite since independence – by concentrating in military, economic and political arrangements instead of addressing the root causes of the problem, which lies in the absence of real socio-cultural interaction and psychological integration between the two sides. With the absence of any hope for a state governed by law and equal citizenship that makes the Southerner feels a sense of equally belonging to one national identity, the barriers grew bigger and stronger. The Southerners' feelings of being persistently subject to economic injustice, social deprivation, cultural marginalization, and political exclusion, accumulated the distrust and put more bricks on the wall of building two distinct identities. Parallel to this, the Southerner was overwhelmed by a feeling of a Northern superiority. In other words, an inferiority complex developed in the Southerners' view towards the Northerners. As the elites failed to establish one identity, the secession is imperative only if we approach the problem from a comprehensive sociological view. (Secession took place thereafter and the article's prediction came true).
تاريخ النشر
01/02/0007
الناشر
مركز دراسات الوحدة العربية والجمعية العربية للعلوم السياسية - بيروت
رقم المجلد
رقم العدد
14
الصفحات
28
رابط الملف
تحميل (0 مرات التحميل)
الكلمات المفتاحية
السودان، مشكلة الجنوب، صراع الهويات، منظور سوسيولوجي،بوتقة الانصهار، الاندماج, الوحدة
رجوع