مدونة د رنيم زياد أحمد جوابرة


الجريمة وعلم النفس الجنائي

د رنيم زياد أحمد جوابرة | Dr Raneem Ziad Jawabreh


29/08/2024 القراءات: 203  




الجريمة وعلم النفس الجنائي






منذ أن وطأت أقدام الإنسان الأرض لازمته الجريمة فظلت قائمة ومستمرة،فلا يمكن إستئصال الجريمة نهائياً،إن الجريمة ليست أمراً وراثياً لأن السلوك الإنساني،يدور بين الخير والشر،كقضية هابيل وقابيل،فالإنسان ليس مجبراً على إقتراف الجريمة لا بالعامل الوراثي ولا بأي عامل آخر،وعدم تطبيق العقوبة يعني إطلاق العنان للمجرمين ليسعوا في الأرض فساداً.ومنذ إبتداء سيرة الإنسان عل هذه المعمورة وهو يرتقي في مختلف جوانب الحياة،ولعل إبتدائها كان في التشريع،فقديماً كان رب الأسرة هو الحاكم الذي يتولى التشريع والتطبيق تجاه أفراد أسرته عن الإتيان بسلوك غير سوي،فكانت الفطرة هي قانون رب الأسرة في تقدير الحكم والعقوبة،ومن العدالة الأسرية القبلية (أي النزاع بين قبيلتين،حيث تتول القبيلة الأكبر أمر العقوبة،وبعد تقدم البشرية في جميع مجالات الحياة،،وبروز الدول التي (أقامت القوانين والعدل)، فكانت بديلة عن فكرة الإنتقام القبلي أو الأسري،فأصبح التشريع وتطبيق العقاب من خلال موظفين وتقديم الشهود والأدلة لإصدار العقوبات والأحكام على الجاني.،ومن ثم تطورت الحياة أكثر،وتطورت معها مباديء العدالة و نظرية العقوبة فظهرت المدارس والنظريات القانونية في تفسير الجريمة.
و هناك دراسة للعالم الفرنسي (GERRY)،سنة 1833،في كتابه بحث في التوازن الأدبي،أن هناك عدة عوامل فردية و إجتماعية كالجنس والحرفة ومستوى الثقافة وراء الجريمة في إنجلترا وفرنسا،ثم جاء العالم "كيتيلة" في عام 1835،بمؤلف جديد بعنوان " الإنسان وتطور ملكاته تحدث فيه عن السلوك الإجرامي فقام بوصف الظاهرة الإجرامية على أنها ظاهرة إجتماعية تخضع للعديد من القوانين من القواعد العامة التي تحكمها.

وتعرف الجريمة لغة بأنها أي قطع ويشتق أصل الكلمة من إسم جرم ،وهي كلمة معربة ذات أصول فارسية ،والجرم مصدر الجارم،وهو الشخص الذي يجرم نفسه وقومه شراً،وتعني التعدي أيضاً،فالجريمة لغة هي جميع الأفعال الإيجابية والسلبية سواء أكانت مخالفة أو جناية يعاقب عليها القانون و الجريمة أيضاً هي جميع الأفعال التي تتنافى مع الأعراف والتقاليد الإجتماعية والدستورية والقانونية وتضم الأفعال الضارة والخطرة للجمهور ويعاقب مرتكبها وفقاً للقانون.
وهناك نوع من الجرائم يسمى بالجرائم التقليدية: وهي الجرائم المعروفة لدى المجتمعات من نصب وسرقة وقتل وشجار.

ويرتبط علم النفس الجنائي إرتباطاً وثيقاً في تحليل الجرائم،حيث أن علم النفس الجنائي: هو فرع من فروع علم النفس التطبيقي،الذي يهتم بدراسة السلوك الإنساني في إطار تعامل هذا السلوك مع القانون،ويهتم بتطبيق المعارف النفسية في المجال الجنائي أو الإجرامي،ويعرف أيضاً: بأنه تخصص في العلوم الإجتماعية يتطرق إلى علم البيولوجيا الجنائي وعلم الإجتماع الجنائي وعلم النفس القضائي.وهو العلم الذي يهتم بدراسة كافة العوامل النفسية والبيولوجية والإجتماعية والبيئية للسلوك الجنائي،ونفسية القاضي،والإدعام العام،والمتهم والمحقق والمجني عليه،والمحامي،والشاهد.
ومن أبرز إهتمامات علم النفس الجنائي، إكتشاف الجريمة وتحديد المجرم على أساس علمي إنساني يحقق اللعدالة والرحمة، ودراسة السلوك الإجرامي من حيث أسبابه ودوافعه الشعورية واللاشعورية مما يساعد على فهم شخصية المجرم ووضع العقاب والعلاج المناسبين له، ودراسة الظروف والعوامل الموضوعية التي تهيء للجريمة وتساعد عليها.

ويعمل الدارسون لكلا المجالين في الجريمة وعلم النفس الجنائي ضمن العدالة الجنائية ودراسة السلوكيات الإجرامية إلا أن هناك بعض الإختلافات في المسميات الوظيفية والمهام الموكلة لكل منهما.


الجريمة،علم النفس الجنائي،علم النفس القانوني، علم النفس الإصلاحي