مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (271)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


16/02/2025 القراءات: 163  


-من الناس:
قال الأخ الأديب رضا بلال يوم (11/ 8/ 2014م): مِن الناس مَن إذا حدَّثته بشيء سمعَ نصفَ ما تقولُ، وفهمَ نصفَ ما سمعَ، وتذكرَ نصفَ ما فهمَ، وروى نصفَ ما تذَّكرَ على أنك أنت الذي قلتَ هذا!
***
-مثل سوداني:
مِن أمثال أهل السودان: الجري سلاح. بمعنى أنه قد يستخدم الهروب كسلاح للنجاة. ذكره لي الأخ الفاصل الودود مختار جبريل الخياط.
ويقول غيرهم: الهزيمة ثلثا المراجل.
والعاقل يقدرُ وقت الإقدام والإحجام.
***
-حظان مختلفان:
لإبراهيم بن سعد الرفاعي:
وأحبةٍ ما كنتُ أحسبُ أنني … أبلى ببينهمُ فبنتُ وبانوا
فاتوا المسافة فالتذكُّر حظُّهم … مني وحظّي منهم النسيانُ
بغية الوعاة (1/ 413) .
***
-ارضَ أو اعفُ:
قال عبدالله بن الحسين، أبو محمد الأنصاري الحموي، ويُعرف بابن رواحة (486 - 561):
إلهيَ ليس لي مولى سواكا … فَهَبْ مِنْ فَضْلِ فَضْلك لي رضاكا
وإلَّا ترضَ عنِّي فاعْفُ عنِّي … لعلي أنْ أجوزَ به حِماكا
فقد يَهَبُ الكريمُ وليس يرضى … وأنتَ مُحكَّمٌ في ذا وذاكا
وابن رواحة ولد بحماة، وقرأ القرآن بالرِّوايات، وقال الحافظ ابن عساكر: قدم دمشق وصلَّى بالنَّاس التَّراويح في جامعها، وكانت له اليد البيضاء في القراءات، والتهجد في الخلوات.
مرآة الزمان (21/ 74- 75).
***
-نغبة لا نغمة:
جاء في ترجمة ‌‌زيد بن الحسن، أبي اليُمْن، تاج الدِّين الكِنْدي، البغدادي المولد والمنشأ، الدِّمَشْقي الدَّار في «مرآة الزمان» (22/ 209):
«ولما خرجتُ في سنة سبعٍ وست مئة إلى الغَزَاة كَتَبَ إليَّ كتابًا بخطِّه إلى نابُلُس، وكان يكتب مثل الدُّرِّ وفيه:
جَزَى الله بالحُسْنى لياليَ أحسنَتْ … إلينا بإيناسِ الحبيبِ المُسَافِرِ
لياليَ كانتْ بالسُّرورِ قصيرةً … ولم تكُ لولا طِيبُها بالقصائر
فيا لك وَصْلًا كان وَشْكُ انقضائه … كزورةِ طيف أو (كنغمة) طائرِ».
والصواب: كنُغبة. أي كرشفة طائر.
‌‌قال أبو العتاهية:
رضيت بذي الدّنيا ككلّ مكاثرِ … ملحّ على الدّنيا وكلّ مفاخرِ
ألم ترها تسقيه حتى إذا صبا … فرت حلقه منها بشفرة جازرِ
ولا تعدل الدّنيا جناحَ بعوضة … لدى الله أو معشار ‌نغبة ‌طائرِ
فلم يرض بالدنيا ثوابًا لمؤمن … ولم يرض بالدنيا عقابًا لكافرِ
وفي «مقامات الحريري» (ص153): «فلمْ أجلِسْ إلا لمحَةَ بارِقٍ خاطِفٍ. أو ‌نغبَةَ ‌طائِرٍ خائِفٍ».
وفي «مسالك الأبصار» (19/ 184): قال السراج الوراق:
ولي قلمٌ في عصركم جفّ ريقُه … ويكفيه مِن دنياه ‌نغبة ‌طائرِ
***
-أمنية عجيبة:
قال ‌‌أبو بكر محمد بن منصور، الإمام أبو بكر ابن العلامة أبي المظفر التميمي السمعاني (ت: 509)، والد الحافظ أبي سعد
فيا ليت أني النورُ مِن كل ناظرٍ … فيبصر بي مَن كان وجهك مبصرا
وأني كنت الذهنَ مِن كل خاطرٍ … فيفكر بي مَن كان فيك مفكرا
ومنه قوله:
فلأبعثنَّ على العيون لغيرتي … عينا أراك بها مع الأبصارِ
ولأنزلنَّ من القلوب مكامنًا … كيما أفوز بلذة الأفكارِ
ولأسرينَّ مع النسيم إذا سرى … حتى أمر عليك في الأسحارِ
ولأفرشنَّ الخد من فوق الثرى … فأقي به نعليك كلَّ غبارِ
كلًّا فعلتُ فما انتفعتُ بحيلةٍ … عجزتْ مجالسنا عن الأقدارِ».
وأبو بكر نشأ في عبادة وتحصيل، وحظي في الأدب وثمرته نظمًا ونثرًا، وبرع في الفقه، وزاد على أقرانه بعلم الحديث، والرجال، والأنساب، والتواريخ، والوعظ.
الوافي بالوفيات (5/ 51).
***
-بشارة وتوجيه:
جاء كتاب «المنامات" لابن أبي الدنيا (ص77):
«... عن عمر بن عبدالعزيز، أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في روضة خضراء فقال له: (إِنَّكَ تَمْتَلِئُ أَمْرًا مَتَى فَرَعَ عَنِ الدَّمِ فَرَعَ عَنِ الدَّمِ فَرَعَ مِنَ الدَّمِ)، فإنَّ اسمك في الناس عمر بن عبدالعزيز، واسمك عند الله جابر».
كذا جاء القول في المطبوع الذي ضمن (الشاملة) محرَّفًا.
والصواب: "إنك تلي أمرَ أمتي، فرغْ عن الدم، فرغْ عن الدم، فرغْ عن الدم".
وراغ: مالَ، فالمعنى فملْ عن الدم وابتعدْ عنه.
وجاء اللفظ في «البداية والنهاية» (9/ 196): «فزع ‌عن ‌الدم» أي: كف.
***
-الراجح في معنى الأحرف السبة:
ذكر ابنُ الجوزي أربعة عشر قولًا في معنى الأحرف السبعة، وقال:
القول الرابع عشر: إن المراد بالحديث أُنزل القرآن على سبع لغات.
وهذا هو القول الصحيح، وما قبله لا يثبتُ عند السبك. وهذا اختيار ثعلب، وابن جرير، إلا أن أقوامًا قالوا: هي سبع لغات متفرقة لجميع العرب في القرآن، وكل حرف منها لقبيلة مشهورة.
وقومًا قالوا: أربع لغات لهوازن، وثلاثة لقريش.
وقومًا قالوا: لغة لقريش، ولغة لليمن، ولغة لتميم، ولغة لجرهم، ولغة لهوازن، ولغة لقضاعة، ولغة لطي.
وقومًا قالوا: إنما هي لغة الكعبين، كعب بن عمرو وكعب بن لؤي. ولهما سبع لغات. ذكر هذا التفصيل أبو حاتم بن حبان الحافظ وغيره.
والذي نراه أنَّ التعيين من اللغات على شيء بعينه لا يصح لنا سندُه، ولا يثبت عند جهابذة النقل طريقُه، بل نقول: نزل القرآن على سبع لغات فصيحة من لغات العرب.
وقد كان بعضُ مشايخنا يقول: كله بلغة قريش، وهي تشتمل على أصول من القبائل هم أَرباب الفصاحة، وما يخرج عن لغة قريش في الأصل لم يخرج عن لغتها في الاختيار.
وقد استدل أبو جعفر الطبري على أن المراد سبع لغات بأَنه لما تمارى القَرَأَةُ عند النبي صلى الله عليه وسلم صوَّب الجميع، ولو كانت تلاوتهم، تختلف في تحليل وتحريم لما صوَّب ذلك. فدل على أن الاختلاف في اللغات كان.
ويدلُّ عليه قولُ ابن مسعود: "إني قد سمعتُ القَرَأَةَ فوجدتُهم متقاربين، فاقرؤوا كما عُلِّمتم، وإياكم والتَنطع". فنون الأفنان في عيون علوم القرآن (ص: 196- 219).
***
-أخبار الزهاد:
نظرتُ في كتاب "أخبار الزهاد" للمؤرخ ابن الساعي البغدادي نظرةَ محاولة اكتشاف شرطه الذي اشترطه فيه، وقد ذكر الشرط في المقدمة لكنها ساقطة من النسخة الوحيدة التي وصلتْ منه، وذكره في النهاية ولم يصرح به، ويبدو أن الكتاب مخصص بالدرجة الأولى لمن وُصف بالزهد. 24 يناير 2008م.
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع