مدونة ا.د سلوان كمال جميل العاني
الجامعات البحثية في العالم
ا.د سلوان كمال جميل العاني | Prof.Salwan K.J.Al-Ani (Ph.D) FInstP
12/05/2020 القراءات: 3763 الملف المرفق
تأسست جامعة هارفارد فى أمريكا عام 1636م فيما كان العالم العربي في مرحلة الجمود والانهيار، بعد أن ساد الحضارة الإنسانية قروناً طويلة، وتأسست كلية وليام وماري تتأسس ثاني جامعة بعد هارفارد وتأسست جامعة ييل العام 1701. وتأسست بعدها جامعات برنستون، وكولومبيا، وبنسلفانيا، وفى عام 1767، كانت جامعة كولومبيا هى أول جامعة أمريكية تمنح درجة الدكتوراه فى الطب.
تأسست جامعة جونز هوبكنز في 1876 وهي جامعة خاصة بحثية، مقرها في بالتيمور بولاية ماريلاند بالولايات المتحدة
كان تأسيس جامعة هارفارد وأخواتها بداية حقبة فى العالم الجديد لكن جامعة جونز هوبكنزعام 1876 كانت بداية حقبة أهم حيث إنّها بداية انطلاق الولايات المتحدة كقوة عظمى قادمة.. ذلك أن نمطاً جديداً من الجامعات قد تأسَّس، إنّه جيل الجامعات البحثية حيث الهدف هو البحث والعلم، والناتج المعرفي، والإنتاج الصناعي، والعائد الاقتصادي حيث ان " الجامعة تعني الدولة"
كان هناك دوماً خطّان متوازيان، رجال الأعمال وقادة الجامعات. كان "جونز روكفلر" فى النفط، ثم جامعة "روكفلر"، وكان "أندرو كارنيجي" فى الحديد والصلب، وكانت مؤسسة "كارنيجى"، وكان «واشنطن ديوك» فى التبغ وكانت جامعة "ديوك". لم يكن هدف رجال الأعمال هو الربح، ولم يكن هدف قادة الجامعات هو تخريج الطلاب. وهنا جاء هذا التحالف الرائع بين نموذجين من الوعي أدّى إلى تأسيس القوة الأمريكية المعاصرة.
لقد أدركت الجامعات البحثية أو "الجامعات العظيمة" أن مهمتها هى تقديم الاكتشافات العلمية فى العالم، وتقديم الأبحاث المنتجِة، وإعداد الشباب ليكونوا قادةً فى البحث والعلم، ذلك أن الإبداع والابتكار، ونقل العلم إلى الصناعة.. هو ما جعل الجامعات الكبرى أساس تقدم أمريكا .
تعتبر جامعة جونز هوبكينز من أوائل الجامعات في التصنيف العالمي لجودة التعليم وحصلت الجامعة على الاعتراف الدولي منذ نشأتها وتعتبر أحد أهم منابر العلم في العالم.
وصل عدد الحائزين على جائزة نوبل 38 في العام 2011م بمجالات الطب والفيزياء والعلوم والهندسة من الذين درسوا البكالوريوس في المرحلة الجامعية أو الدراسات العليا أو كانوا من اعضاء هيئة التدريس بالجامعة
ان أهمية الجامعات البحثية أنها في ترتبط باقتصاد المعرفة على المستوى العالمي حيث ترتكز على تعظيم إنتاجها من الأبحاث العلمية الأساسية والتطبيقية، وتعتمد في نشاطها على كوادر علمية ذات كفاءة عالية وإنتاج بحثي متميز، وتقوم بنقل التكنولوجيا وتوطينها.
السؤال هل تنجح جامعاتنا العربية والاسلامية في تحويل الجامعة التقليدية إلى جامعة بحثية بتوفير مستلزمات اساسية من قوى بشرية مؤهلة وعقول مبتكرة ونظم معلومات متقدمة ومراكز أبحاث وكراسي بحثيه داخل الجامعات، وقطاع خاص قادر على تمويل بحوث تخدم خطة التنمية
ويمثل البحث العلمي أحد أنجع الحلول لكثير من مشكلات العصر لذلك ضرورة التفكير والعمل على تحويل عدد من الجامعات العربية إلى جامعات بحثية لمواكبة المتغيرات والتطورات العالمية
جامعة جونز هوبكنز، جامعة هارفرد، جودة التعليم، جامعة برلين، اقتصاد المعرفة، الابداع والابتكار
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
سلمت يداك دكتور
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة