مدونة دسامية بنت هاشم المغربي


تدريس المفاهيم الدينية لتحقيق الفهم

دسامية بنت هاشم المغربي | samia hashim almagrabi


14/11/2020 القراءات: 1386  


تهدف التربية الإسلامية إلى الأخذ بيد الإنسان منذ نعومة أظفاره،حتى تقف به على الطريق المستقيم،والإنسان في أول حياته يبدأ في تكوين وبناء العديد من المفاهيم التي تزداد تعقيدًا مع مرور الوقت،ومع تعرضه للعديد من الخبرات اليومية، تبدو الحاجة واضحة لتدريس المفاهيم عامة والمفاهيم الدينية بصفة خاصة،وذلك؛ لأن تدريس المفاهيم الدينية في هذه المرحلة يمثل اللبنات الأساسية في المعرفة الدينية.
ويتفق هذا مع مايؤكده التربويون من ضرورة الاهتمام بتعليم المفاهيم السليمة وتعلمها، وتنميتها لدى طلاب المراحل التعليمية المختلفة،وأهمية تحديد المفاهيم الدينية اللازمة للطلاب في كل مرحلة عمرية بما يتناسب مع قدراتهم وإمكاناتهم.
إذ تشكل المفاهيم لبنة أساسية لعناصر النظام المعرفي المتمثلة في الحقائق والمبادئ، والتعميمات،والاتجاهات،والقيم وهي المحك الرئيس في تكوين البنية المعرفية عند الإنسان،كما تتجلى أهميتها في تنمية التفكير لدى المتعلمين،ولا يمكن لعملية التعلم أن تحقق النجاح المنشود إلا إذا كان المتعلم لديه ثروة كبيرة من المفاهيم والتعميمات.
وستسلط الباحثة الضوء على المفاهيم الدينية خاصة؛ لكونها هي المستهدفة من البحث الحالي،وإن كان ماستذكره في بعض الجوانب أحيانًا ينطبق على المفاهيم بصفة عامة.
1- المفاهيم:
(1-1) تعريف المفاهيم الدينية:
يذكر قاموس التربية وعلم النفس (1960م) كمافي بطرس (1428هـ) تعريفًا للمفهوم بصفة عامة بأنه: "صورة ذهنية تمثل العنصر العام أو الميزة العامة لجماعة ما أو صنف دون الإشارة إلى الصفات العارضة الخاصة بأفراد الجماعة ". (ص 22)
ويعرفه سعادة وإبراهيم (1428هـ) بأنه: "مجموعة من الأشياء أو الرموز أو الحوادث الخاصة التي تم تجميعها معًا على أساس من الخصائص أو الصفات المشتركة،والتي يمكن الإشارة إليها برمز أو اسم معين. وبعبارة أخرى فإن المفهوم يمثل كلمة أو تعبيرًا تجريديًا موجزًا يشير إلى مجموعة من الحقائق أو الأفكار المتقاربة. إنه صورة ذهنية،يستطيع الفرد أن يتصورها عن موضوع ما،حتى لو لم يكن لديه اتصال مباشر مع الموضوع أو القضية ذات العلاقة ".(ص 266).
كما يعرف قاسم و محمود (1429هـ) المفهوم الديني بأنه: "الكلمة أو المصطلح أو العبارة ذات الدلالة الدينية الإسلامية التي تقع في إطار علاقة المتعلم بربه،والنبي  والأمور الغيبية،ونفسه،والآخرين وذلك كما يتصوره المتعلم عقليًا وينفعل به وجدانيًا تبعًا للمرحلة العملية التي يقع فيها ".(ص29).
ويعرفه العياصرة(1431هـ) بأنه: "وصف لأشياء أو مواقف أو مدركات عقلية لها خصائص مشتركة تميزها عن غيرها ويعبر عنها بكلمة أو كلمتين أو وصف لشيء مفرد أو ذات واحدة تنفرد عما في الكون".(ص 660 ).
(1-2) خصائص المفاهيم الدينية:
يبين بطرس (1428هـ) بعض الخصائص العامة للمفاهيم وهي:
• الاعتماد في تكوينها على الخبرة السابقة التي يكتسبها المتعلم من أسرته والفرص التعليمية التي يتعرض لها.
• انتظامها في تنظيمات أفقية أو رأسية.
• المفاهيم رمزية لدى الفرد.
• لا يمتلك جميع المتعلمين نفس المفهوم؛ لأن كل فرد يختلف عن الآخر من حيث القدرات العقلية والخبرات التعليمية.
• تغيرها من البسيط إلى المعقد،ومن المحسوس إلى المجرد اعتمادًا على الوقت الذي تستغرقه التغيرات،وبناءً على ذكاء الفرد وفرص التعلم المتاحة له.
• لكي يتعلم المتعلم مفهوم عام لابد أن يتعلم بعض المفاهيم الخاصة التي يتكون منها المفهوم العام.
• أثرها على التوافق الشخصي والاجتماعي للمتعلم، بحيث تقوده إلى السلوك الإيجابي أو السلوك السلبي.(ص54-ص56).
ويذكر العياصرة (1431هـ) أبرز خصائص المفاهيم الدينية أنها:
• مستمدة من مصدر ثابت (الوحي ) والذي يعكس على المفاهيم ثباتًا، ومستقل متميز فلا يتدخل فيه بشر، ولا الخبرة التاريخية أو الخبرة المعاشة.
• مستمدة من مصدر يتسم بالعموم في مخاطبة المكلفين كافة و لكل دوره المخصوص وفق حدود التكليف.
• متصفة بالشمول والكلية لكل جوانب الحياة ولكل المستويات كافة. بالإضافة إلى الخصوصية والأصالة.
• ضابطة،ومهمة للعقل،وواقعية حيث تعتبر الواقع هو الذي يشكل عطاءها المستمر والمتجدد.
• متميزة بأخلاقيتها وقيمها ولا تدعي الحياد والبعد عن إطار القيم والأخلاق. (ص661).


التدريس- المفهوم-الدين-الفهم


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع