#لافرار_من_السؤال. #د_غازي_الحيدري
د.غازي الحيدري | Dr.Ghazi haidri
14/11/2021 القراءات: 5366
وحدهُ الذي لايسأل عما يفعل ، هو مُوجِدُ الوجود دون غيره ، وعليه كان لابد من الوقوف طويلاً أمامَ العنوان المطروح، وأمام كلمة مسؤول تحديداً.
تلك الكلمة التي قد يتوهمُ البعض بأنها دالةٌ على الرفعة أو العلو أو المكانة والراحة، ولايدري ذلك المسكين بأنها تعني التعب والعناء والمشقة والخدمة ، وأنها في حقيقة الأمر تكليفٌ لاتشريف ..
ولو اقتربنا من حروفها أكثر لوجدنا بأن ما تعنيه تلك الكلمة هو تلقي صاحبها أسئلةً صعبةً فهو (مسؤوووول) من قبل الغير ، وينبغي أن يكون مستعداً لتلك الأسئلة في كل وقت وحين ، وأن يُعدّ لكل سؤال جواباً، ولا بد للجواب أن يكون صواباً مادام مسؤولاً ..
ولعلك ـ أخي القارئ الكريم ـ قد جالَ بخاطرك أو استحضرت الآن مسؤولك الفلاني في مجال عملك الخاص أوالعام أوالأكثر عمومية ، ولربما خلعتَ عن نفسك تلك الصفة وذهبت بعيداً، وكأنك لستَ مَعنياً بها ..أليس كذلك ؟!
لاعليك .. لا أريدك أن تجيبني الآن، وسواءًاتفقت معي في توقعاتي أم لم تتفق ، ودعنا الآن لنستكمل ما نريد التوصل اليه .
إن صفة المسؤولية لاتنفك من أن تطالَ كلَّ واحدٍ منا ، أنا وأنت ، وهو وهي ، وهم وهن، فجميعنا مسؤولون حتماً، وكلٌ حسبَ مستواه ووظيفته، ومهنته ودائرته ، وكلما اتسعت تلك الدائرة ـ لاشك ـ ازدادت تلك المسؤولية، وازداد حجمها وثقلها أمام الله والناس..
ولعل الناظر الى واقعنا اليوم، وفي مختلف المجالات يجد فيه من الترهل أو التأخر أو التراجع الكثير مقارنةً بغيره ، ناهيك عما يعانيهِ من أزمات ومُلِمّات ومشكلات، وما يعتريه من تدهورٍ وتمحور وتشرذم، والسببُ في كل ذلك في المقام الأول، إنما يعود الى غياب أو ضعف مبدأ الشعور بالمسؤولية لدى أغلب أبنائه، ابتداءً بالقيادات ومروراً بالنخب وانتهاء بالعوام .
ومادام الجميعُ مسؤولاً ـ كما أسلفنا ـ ولامفر من ذلك بالطبع ، فينبغي أن نراجع حساباتنا، ونقف مع أنفسنا وقفات، ونتحسس مدى شعورنا بالمسؤولية، ونعاين حجمه ومنسوبه ومستواه، تجاه أنفسنا أولاً، ثم تجاه رعايانا الذين سنسأل عنهم ، سواءً على المستوى الأسري،أوالوظيفي، أوالعام .
إنها المسؤولية بأبعادها المختلفة، على المستوى الذاتي ( *إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤؤلاً*) أو الاجتماعي ( *وقفوهم إنهم مسؤولون*) فالقضية خطيرةٌ ـ إذن ـ والعواقبُ وخيمةٌ، إذا ماغفلنا عن مسؤلياتنا، ولم نلقِ لها بالاً، خاصةً وأن ورسولنا الكريم قد حذرنا من مغبة التساهل في ذلك ومازال، حينما قال ( *مامن عبدٍ يسترعيه اللهُ رعيةً ، يموتُ يوم يموت، وهو غاشٌّ لرعيته ، إلا حرّم اللهُ عليه الجنة*) ، فما أقساها من عقوبة ، وما آلمهُ من ختام والسلام.
المسؤولية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة