بعد هزيمة قريش في غزوة بدر بدأ زعماؤها يُعدون العدة لحرب يثأرون فيها من المسلمين ) ، ويستعيدون هي بتهم بين العرب ) ، ويؤم نون طريق تجارتهم إلى الشام (۳) ؛ ورصدوا لذلك أموالاً طائلة ، وأرسلوا الرسل إلى القبائل ليشاركوهم في
حرب المسلمين ؛ فاستجابت لهم قبائل كنانة وأهل تهامة وجمع من الأحابيش وتجمعوا في مكة ، وأسندت القيادة العامة إلى أبي سفيان بن حرب ، ودعا جبير
بن مُطْعِم غلامه الحبشي وحشياً وقال له : اخرج مع الناس فإن قتلت حمزة عم محمد بعمي طعيمة بن عدي فأنت عتيق
وفي يوم الأربعاء الخامس من شوال في السنة الثالثة من الهجرة تحرك جيش المشركين من مكة المكرمة ) وعدده ثلاثة آلاف مقاتل ، فيهم سبعمائة دارع ،
ومئتا فارس ، ومعهم ثلاثة آلاف بعير ، وتصحبهم خمس عشرة امرأة من أشرافهم ، منهن هند بنت عتبة ، وأم حكيم بنت الحارث بن هشام ، وفاطمة بنت الوليد بن المغيرة ، وعمرة بنت الحارث بن علقمة ، وخُنَاس بنت مالك بن المضرب يضربن
بالدف ويبكين قتلى المشركين في بدر ؛ لتأجيج الحمية في قلوب الرجال (١٠) .