مدونة حيتامة العيد


تاريخ تطور الفكر التربوي الاجتماعي

حيتامة العيد | Haitamalaid


29/08/2019 القراءات: 6124  


مقدمة :
يحظى الفكر التربوي باهتمام متميز، كونه المنطلق الأساسي لتكريس قيم الأصالة في المجتمع، والمرتكز الأهم في بناء مستقبل يحقق استثمارا أمثل لمعطيات الحاضر، مجسداً من خلال ذلك تطلعات الفرد والمجتمع على حد سواء، في إطار مشروع حضاري متكامل.
وإذا كان الهدف الأساسي للفكر التربوي، هو ذلك المشروع الحضاري، فإنه يستند بالضرورة إلى عملية التواصل بين الماضي والحاضر والمستقبل من جهة، والتفاعل مع معطيات المجتمعات البشرية، على اختلاف نماذجها، زمنياً ومكانياً، من جهة أخرى.
من هنا يبدو البحث في موضوع الفكر التربوي الإنساني، مرتبطاً بالبحث في ماضيه وحاضره، وفي اهتماماته وتطلعاته، وفي أساليبه وأغراضه، كون أن الإنسان هو محور دراسة التاريخ وصانع أحداثه،ولأنه المخلوق الوحيد الذي يمكن أن تنتقل ثقافته وحضارته عبر العصور،ويُقصد بالفكر التربوي العملية التي يقوم بها الفرد لدراسة آراء المفكرين والتربويين فيما ذكروه في مؤلفاتهم، وذلك بما له علاقةٌ بالعملية التعليمية ووسائلها، وأهدافها، وفلسفتها.

وقد حاول علماء التربية إعطاء مفهوم للفكر التربوي، فقال بعضهم إنه «مجموعة المسلمات والأفكار التي تؤلف النظرية الواحدة أو النظريات المتقاربة، والتي بدورها تعدُّ المرجعية والأساس لواضعي الاستراتيجيات والبرامج العملية في ميدان التّعليم»،كما عرفه آخرون بأنه" عبارة عن جزء من فكر إنساني مبدع،يتسم بالديناميكية والتطور المستمر في ميدان التربية،ويستند إلى تاريخ المجتمع وفلسفته وثقافته وصفاته وحاجاته".(شريف مصطفى،1990، 39).
وعلى هذا الأساس فهي جهود في الجانب النظري يتوقع أن يكون لها تأثير وفاعليّة في الجانب العملي للتعليم، والفكر التربوي باعتباره إحدى صور الفكر على وجه العموم، هو وليد حركة المجتمع في بنيته الأساسية، وإفرازها؛ فعلى صفحاته تنعكس الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وتشكَّل اتجاهاته ومساراته بما تتخذه هذه الظروف من مسارات واتجاهات،فهو ما أبدعته عقول المربين عبر التاريخ فيما يخص مجال التعلم الإنساني وتنمية الشخصية وشحذ قدراتها، وتعين على تكوين مفهوم سليم لمعنى التطوير وما يرتبط به، وتنمي الاحترام و التقدير لأفكار الآخرين أيا كان انتمائهم ومواطنهم، فالفكر لا وطن له، و الفكر التربوي بالتحديد مرآة تعكس حضارات الأمم و الشعوب،و الفكر هو فعل إنساني يقوم على الإدراك والتأمل والاستنتاج والقدرة على الاختيار في المسائل والمشكلات بعد الملاحظة والقياس أو مجرد التأمل،ويقصد به الآراء والتصورات والمبادئ التي قدمها علماء التربية أو النظرية التربوية، كما يتصورها علماء التربية، لأن تطور الفكر التربوي يعطي صورة تقريبية عن النظريات التي تحكم وتسيطر على المجتمعات الإنسانية، حيث أن رصد حركة وفلسفة بناء الإنسان الذاتية وطرق تفاعله مع محيطه من مجتمع وطبيعة، أمر في غاية الأهمية للوصول وتحقيق المرجو من هذه الدراسة، فالفكر التربوي هو "ما أبدعته عقول الفلاسفة والمربين عبر التاريخ فيما يخص مجال التعليم الإنساني، وتنمية الشخصية وشحذ قدرتها ويتضمن النظريات والمفاهيم والقيم والآراء التي وجهت عملية تربية الإنسان".(عاقل فاخر، 1983، 73.)، فالفكر التربوي هو مجموعة المسلمات والأفكار التي تؤلف النظرية الواحدة أو النظريات المتقاربة، والتي بدورها تعتبر المرجعية والأساس لواضعي الاستراتيجيات والبرامج العملية في ميدان التعليم، فهي جهود في الجانب النظري يتوقع أن تكون ذات تأثير وفاعلية في الجانب العملي للتعليم .


علم الاجتماع،التربية، الثقافة، المدرسة ،التعليم، الفكر التربوي


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع