لم يعد البحث عن المعرفة عملية عشوائية يقوم بها الافراد حسب تصوراتهم الذاتية ودوافعهم الشخصية، وانما اصبح اسلوباً خاضعاً لقواعد علمية تحكمه اسس موضوعية، منها ما يتعلق بمادة البحث ومنها ما يتناول الباحث نفسه والمزايا التي يجب ان يتمتع به، وهنالك عدة اتجاهات في منهجية البحث، تختلف في الجزئيات الشكلية، لكنها تتفق جميعها في ارشاد الباحث، والاخذ بيده نحو بحث علمي يسعى الى التكامل والكمال.
فالمادة التاريخية واحدة، لكن طريقة معالجتها هي التي تتفاوت حسب جودة المؤرخ، فقبل الشروع في الابحار الى مجاهل البحث التاريخي لا بد من التجهيز والاعداد الاكاديمي، فضلاً عن توفر الموهبة والاستعداد الطبيعي لدى الباحث، ثم اتباع المنهج العلمي السليم، فالمعرفة الواعية بمناهج البحث، تمكن الباحث من تخطي عقبات كثيرة، وتلافي السقوط في اخطاء كبيرة، وتجنب الضياع في متاهات البحث المتشعبة، حتى يصل كالربان الذكي، المسلح بالشجاعة والمعرفة والعلم الى بر الامان.
أ.م.د.احمد عليوي صاحب | Asst. Prof. Dr. Ahmed Aliwi Saheb | 5497