مدونة د. سمير سليمان عبد الجمل
الجامعات الفلسطينية وعشوائيتها
أ.د.سمير سليمان عبد الجمل | Prof. Dr. Sameer Suleiman Abed Aljamal
04/06/2019 القراءات: 2200
الجامعات الفلسطينية وعشوائيتها
نعم نحو تنمية المجتمع الفلسطيني وتقليص البطالة
بقلم دكتور: سمير سليمان الجمل
تنتشر الجامعات الفلسطينية في ارجاء فلسطين شمالها وجنوبها، شرقها وغربها، ويطرح كل منها برامج متشابهة وبرامج مختلفة، ليست لأهداف تنموية، بل لأهداف تنافسية بين تلك الجامعات، وهنا تمتلك الجامعات المبرر في نهجها التنافسي، لديمومة استمراريتها.
ولكن وفي هذا المقام تبرز المشكلة الحقيقية في النتائج وفي المخرجات، وهل هذه المخرجات ستحقق التنمية الحقيقية للمجتمع الفلسطيني، والجواب بالتأكيد لا، وخير دليل على ذلك الارتفاع المستمر في نسبة البطالة داخل المجتمع الفلسطيني، ودليل آخر هو ترتيب الجامعات الفلسطينية بين الجامعات العربية والعالمية، فمعظم الجامعات تسعى إلى التنافس وخاصة التنافس المادي دون التركيز والاهتمام بجودة المخرجات. وهنا يقع الدور البارز والأبرز والمهم على عاتق وزارة التعليم العالي، وهنا قصدت القول بوزارة التعليم العالي وليس التربية والتعليم العالي، فعملية دمج الوزارتين في وزارة واحدة خطأ فادح، وابسط تحليل لذلك أن معاملة الطفل واحتياجات الطفل ومتطلبات الطفل تختلف اختلافاً كلياً عن معاملة الطالب الجامعي ومتطلباته واحتياجاته.
نعم كل ذلك يقود الجامعات الفلسطينية إلى العشوائية في طرح البرامج وفي تعيين الكوادر البشرية، وفي التوسع، وهذا مرده إلى أمرين رئيسين:
أولهما: التفرد في القرار من قبل إدارة الجامعات ومجالس أمنائها، مما ينجم عنه تخطيط ناقص وغير مدروس بالشكل المطلوب، مما يقود إلى قرارات غير منطقية وغير مدروسة، وخير دليل على ذلك ما حدث من تخبط بشأن كلية الطب في محافظة الخليل، فكل جامعة تعتقد أنها الأحق وأنها الأفضل.
ثانيها: انعدام الشراكة الحقيقية بين الجامعات الفلسطينية، الشراكة المبنية على مصلحة المجتمع أولا، ومن ثم مصلحة الجامعة.
نعم إن الشراكة الحقيقية بين كافة القطاعات والمبنية على تحقيق المصلحة العامة ستقود حتما إلى تحقيق التنمية الحقيقية والمنشودة، وهذا لن يتأتى بحديث مع هذا او ذاك وبمصلحة مع زيد أو عبيد.
إن كل هذا سيتم تحقيقه إلا إذا خلصت النوايا، وتم القيام بالخطوات الآتية:
1. فصل وزارة التعليم العالي فصلاً تاما عن وزارة التربية والتعليم، لضمان الاهتمام المتزايد بالبحث العالي وبتحقيق جودة التعليم الأساسي والتعليم الجامعي.
2. إنشاء جسم موحد تحت مسمى اتحاد الجامعات الفلسطينية برئاسة وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بحيث يقوم هذه الاتحاد بوضع الخطط والاستراتيجيات والبرامج اللازمة لتنمية المجتمع الفلسطيني، وعليه يتم توزيع الحصص على الجامعة الفلسطينية وفق امكانياتها، وكوادرها، وبشكل متوازن وعادل.
3.الرقابة المستمرة على الجامعات الفلسطينية ، والتي تهدف إلى حسن سير الأداء وليس تصيد الأخطاء.
الجامعات الفلسطينية/العشوائية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة