د . محمد السيد إسماعيل الدويراتي


حدود الله في حسن الإمساك والتسريح

د . محمد السيد محمد إسماعيل عطية | dr . mohamad alsayed mohamad ismail


17/10/2021 القراءات: 1984  


حدود الله
---------
قال الله تعالى في سورة البقرة : {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (229) فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىٰ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ ۗ فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۗ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (230)} في هاتين الآيتين تكررت عبارة " حدود الله " ست مرات وخوطب بها الجميع الرجل والمرأة ، وانتهت بقوله تعالى وتلك حدود الله يبينها لقوم يعلمون ، حدود الله عند الإمساك (استمرار العشرة ) والطلاق و الخلع والفدية والرجعة والعدة والإيلاء وغيرها . وقد ارتبط بيان" حدود الله " في آخر الآية بالعلم بها فتأمل . فهل علم كلا الزوجين حدود الله أم الغضب للنفس هو سيد الموقف ؟ وهل علم الزوجان أن الحياة الأسرية كلها تقوم على " حدود الله " ؟ أعتقد أن الأمر قد يحتاج إلى دورة علمية دينية اجتماعية تربوية يدخلها كل من يريد الزواج ليدرك فيها معنى قيام مشروع الزواج على " حدود الله " . ومن فاتته هذه الدورة عليه قراءة تفسير ربع " ويسألونك عن الخمر والميسر " والربع الذي يليه " والوالدات يرضعن أولادهن " في سورة البقرة من أكثر من تفسير متاح له بنية : " وإن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما " . وقد ذكرت عبارة " حدود الله " مرتين في أول آية من سورة الطلاق التي ربطت حدود الله في السورة كلها بـــ " تقوى الله " التي فيها المخرج من كل ضائقة وفيها سعة الرزق وتيسير الأحوال ، فتأمل هناك . إذن حدود الله في أحكام الأسرة ليست أحكاما قضائية أو نصوصا قانونية يتلاعب بها و تستخدم للإضرار بالزوج أو الزوجة وإنما هي " علم " و " تقوى " .


الطلاق - الفدية - الخلع - الرجعة - التفسير - حدود الله


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع