مدونة د ٠ أحمد محمد عثمان محمد


أخلاقنا والإصلاح الذي نريد

د ٠ أحمد محمد عثمان محمد | Dr. Ahmed Mohammed Osman Mohammed


03/08/2021 القراءات: 3133  


بسم الله الرحمن الرحيم

أخلاقنا والإصلاح الذي نريد


Dr.ahmed112@ gmail.com

ثمة مؤشرات لوجود هوة متسعة ما بين أخلاقنا والإصلاح الذي ننشده .. ففي الوقت الذي ترتفع فيه اسعار السلع والمنتجات عموما بصورة مطردة في بلادنا ؛ فإن أسعار صادراتنا تكاد تتدهور أو تتجمد مع قلتها . ولعل ذلك مرده إلى أخلاقنا وثقافتنا تجاه العمل والإنتاج وزيادة الإنتاجية .. وغياب او قلة ثقافة العمل الحر المفضي الى استيعاب طاقات الشباب والخريجين بحد سواء
فالرخاء الإقتصادي ، الذي ننشده ، والرفاه الذي نتطلع إليه ، لا يتأتى وحال أخلاقنا تجنح وتميل في تكوين ثروات هائلة عن طريق الربا والغش والرشوة والتلاعب بالنظم ، واستغلال النفوذ ، والإحتكار ، والنهب - الا من رحم الله من القابضين على دينهم .. المستمسكين بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها - . ولعل هذا الإنحراف في السلوك والأخلاق حيث يتفشى في بعض مجتمعنا ؛ فإن ذلك يعني التفسخ والتحلل الإجتماعي .
وربما نتسائل : ما العمل ؟ وما الحل ؟
والإجابة : اننا بحاجة الى إيجاد مدخل جديد للتنمية الأخلاقية تقوم على الثوابت القيمية ، من خلال التربية بالقدوة ، والموعظة الحسنة ، وخلق الإلفة ، وجعل المواطن ، والانسان المسلم يشعر بحلاوة الإيمان ، وقادرا على ربط التقوى بالتقانة ، والزي بالزينة ، والأصل بالعصر .. دون جفاء ولا قطيعة .. وبلا جمود او ذوبان في ثقافة الآخر .
وللاستاذ الدكتور عبد الكريم بكار كلام نفيس . رأيت المصلحة في اثباته .حيث جاء مقاله تحت عنوان : نحو أخلاق تستهدف الأزمة . ضمن كتابه الموسوم ب ( مدخل الى التنمية المتكاملة - رؤية اسلامية ) جاء فيه ( ... لا أحد اليوم يشكك في أننا نمر بأزمة ، وليس ذلك بغريب ولا بشر خالص ، فالإنسان لم يتقدم عبر تاريخه الطويل الا من خلال الأزمات ، ولا شك أن الأفراد كالأمم ليسو سواء في إمتلاك الموارد الكافية ، للتغلب على الأزمات وتجاوزها ، لكن لا تختلف أيضا في أن أية درجة من النهوض سوف تخفف من غلواء الأزمة ، كما أنها سوف تسهل الحياة الإسلامية .. والعلماء الفاقهون ، والمفكرون العظام هم عتاد الأمة في تحديد ما هية الأزمة التي تمر بها ، وتحديد حدودها ، ومداخل معالجتها . هذه التحديات هي التي سترشدنا إلى نوعية ( الأخلاق ) التي يجب أن نؤكد عليها أكثر من غيرها في سبيل مواجهة أفضل للأزمات التي نعاني منها ...
أه .
وهنا دعوة للنقاش نوجهها للعلماء والمفكرين ، وصناع القرار وكل الباحثين وطلاب العلم .. أن اعملوا عقولكم بالتدبر والتفكر في سنن الله وآياته حتى نستبصر لأمتنا مخرجا وملاذا ..
وأول الطريق .. اوبتنا لله _ عز وجل _ والرجوع اليه ، ولسنة نبينا _ صلى الله عليه وسلم _ الذي تركنا على المحجة البيضاء .. ليلها كنهارها .. لا يزيغ عنها الا هالك .


الأخلاق ، الإصلاح


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


جزاك الله خيرا وبارك الله فيك يا سعادة الدكتور أحمد محمد عثمان..وزادك الله علما وتقى ورفعة ونفع بك وبعلمك.