على ضفاف القرآن (5)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
09/05/2023 القراءات: 1676
-حديث: مَنْ أذنب ذنبًا فتوضأ وصلى ركعتين... يشبه الآية (135) من سورة آل عمران.
***
-قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا فاطمة لا أغني عنك من الله شيئًا" يشبه قول الله تعالى: (فلم يغنيا عنهما من الله شيئًا).
***
-أجملُ دعوة يتلقاها الإنسان إلى غذاء دعوة الحق سبحانه إذ يقول: (كلوا من رزقه).
***
-عرف الجنُّ أن القرآن يهدي إلى الرشد، وكثير من الإنس لم يعرفوا.
***
جملة: (وما تتلو منه من قرآن) في قوله تعالى: (وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودًا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين) [يونس: 61] تعني أنه لا بدَّ للقرآن في كل يومٍ مِنْ وقتٍ يُصرف إليه، والتنصيصُ على هذا يُظهرُ شرفَ هذا التخصيص وقيمته ومنزلته.
***
أعظمُ ثناءٍ في الدنيا والآخرة ثناءُ الله تعالى على عبدٍ من عباده، ومِن ذلك ثناؤه سبحانه على أنبيائه ورسله، كقوله تعالى مخاطبًا نبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام: (وإنك لعلى خلق عظيم)، وقوله عن إسماعيل: (إنه كان صادق الوعد) وهكذا ممّا لو جُمع لكان جمعًا مفيدًا جدًّا، يساعد الإنسانَ على التخلُّق والتحقّق بتلك الصفات التي ذُكرت في الآيات...
وإذا أراد الإنسانُ أن يكون له نصيبٌ مِن ثناء المولى فليتخلقْ بتلك الصفات.
***
ممّا يلفت النظرَ في القرآن أنك إذا ابتعدتَّ عنه ولم تتل وردًا كل يومٍ خفَّ حبُّك له وضعفَ أثرُ التلاوة في نفسك، وهذا مِنْ شؤم الترك والبُعد، وإذا عدتَّ إليه والتزمتَ تلاوته يوميًّا ولم تخل بوردك منه شعرتَ بتجدُّد حبِّك له وحاجتِك إليه وانشدادِك نحوه وأثرهِ النيِّر في قلبك، وفي شؤون حياتك، وتيسير حوائجك.
***
تودُّ أن تكون مذكورًا في القرآن كما ذُكر الأنبياء؟ كنْ من المتقين تكنْ مذكورًا مشمولًا بمَن ذُكر... انظرْ قوله تعالى: (هذا ذكرٌ...) بعد ذكرِ الأنبياءِ في قوله: (واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار. هذا ذكرٌ وإن للمتقين لحسن مآب) [ص: 48-49].
***
قالوا عن الشيخ أبي العباس أحمد بن محمد بن سهل بن عطاء الأدمي (ت: 309): "له لسانٌ في علم القرآن". حبذا أنْ تُجمع أقواله في التفسير وعلوم القرآن وتُصنَّف وتُدرس ويُكتب عنه وعنها.
***
القارئ الناجح هو الذي يُراعي مواضعَ الوقف والابتداء، ولا يعيدُ جملةً ولا مقطعًا ولا كلمةً، ولا يُقدِّمُ النغمَ على هيبة السياق القرآني وجلال النظم.
***
سفيان الثوري والقرآن.
من تفسير سفيان:
جاء في «سير أعلام النبلاء» (7/ 258):
«الخريبي: عن سفيان: {سنستدرجهم} [الأعراف: 182]، و[القلم: 44]، قال: نسبغُ عليهم النعم، ونمنعهم الشكر».
وفيه (7/ 269):
«وعنه: {وملكا كبيرا} [الإنسان: 20]، قال: استئذان الملائكة عليهم».
وفيه (7/ 274):
«قال معدان - الذي يقول فيه ابنُ المبارك: هو من الأبدال-: سألت الثوري عن قوله: {وهو معكم أينما كنتم} [الحديد: 4]، قال: علمه».
وانظر:
حلية الأولياء (7/7)، و(7/60)، و(7/71)، و"الثوري" للدقر ص (81).
***
ليل الشافعي:
«قال الكرابيسي: بتّ عند الشافعيّ غير ليلة، فكان يصلّي ثلث اللّيل بخمسين آية إلى المئة، فكان لا يمرّ بآية رحمة إلاّ سأل الله لنفسه وللمسلمين، ولا بآية عذاب إلا تعوّذ منها لنفسه وللمسلمين، فكأنّما جمع له الرّجاء والرّهبة معًا». الدر الثمين في أسماء المصنفين (ص72).
***
قراءة الشافعي المُبكية. الدر الثمين ص (72).
***
تقي الدين السبكي الداعي إلى الله في سرِّه وعلنه:
انظر طبقات الشافعية الكبرى (10/140):
مع القرآن: 142. 142. 146. 157. 167.
مع رمضان 168.
***
داود والقرآن:
جاء في «أخبار أبي حنيفة وأصحابه» (ص120): «قال ابن المبارك: كان داود الطائي إذا قرأ القرآن كأنه يسمعُ الجوابَ من الله».
***
علم ابن عباس بالقرآن:
جاء في "ذيل تاريخ بغداد" لابن النجار (3/166-167):
«عبدالله بن بريدة قال: شتم رجلٌ ابن عباس، فقال ابنُ عباس: تشتمني وفيَّ ثلاث خصال: والله إني لأسمعُ بالغيث بالبلدة فأفرح به وما لي بها سائمة ولا راعية.
وإني لأسمعُ بالحَكَم العَدْل بالبلدة فأفرح به ولعلي لا أقاضى إليه أبدًا.
وإني لآمرُّ بالآية مِن كتاب الله عز وجل فأتمنى أنَّ كل مَنْ في الأرض يعلمُ منها مثل ما أعلم».
***
مصحف تفخيم رسم لفظ الجلالة
صدر عن دار غار حراء في دمشق ط1 (1431ـ-2010م) مصحف فُخم فيه لفظ الجلالة وكُتب بالأحمر.
وفي آخره رسائل من بعض المفتين والجهات الرسمية تؤيد العمل، منها رسالة من وزير الشؤون الدينية في الجمهورية الإندنونيسية جاء فيها: "يسعدني أنْ أطلع إلى العمل الجديد المثمر لهذه الشركة التي قدمتْ نوعًا فريدًا في طباعة المصحف الشريف يتمثلُ في إبراز لفظ الجلالة بحجم أكبر يناسب مكانتَه [كذا!] تعالى جلَّ جلالُه".
والسؤال: هل هذا مشروع، وهل هذا من تعظيم الله تعالى؟
***
استوقفني مرة شاب وسألني: لم كان لقمان يعضُّ ابنه وهو يعلِّمه؟ قلت: كان يعظه ولا يعضه. وهذه من أثر مشكلة عدم التفريق بين الضاد والظاء.
***
للشاعر المصري محمد مصطفى حمام قصيدة جميلة بعنوان "علمتني الحياة" يذكر فيها القرآن فيقول:
أنا من خير أمة أخرجتْ للناس سقيًا وأفرعًا وأصولا
أمة العلم والنبوة والقرآن والمجد عبقريًّا أثيلا
أنا أبغي لها السعادة والعز وسيفًا على العدا مسلولا
وهي إنْ أخلدتْ إلى خُلق القرآن نالتْ مرادَها المأمولا
***
يكون انفعال الدعاة في دعوتهم على قدر يقينهم، هذا رسول الله قال له الله تعالى: (باخع نفسك على آثارهم) لأنه كان يرى سوء مصير مَنْ لم يؤمن رأي العين.
وكذلك كلام نوح لابنه.
وكذلك إيمان سحرة فرعون السريع واستبسالهم لأنهم رأوا الحقيقة.
***
القرآن. تدبر. تأمل.
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
أحسن الله جزاءكم ونفعنا بعلمكم
جزاكم الله خيرا على المتابعة والاهتمام والدعوات الصالحات.
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة