مدونة عبدالحكيم الأنيس


الزائد على "مَن توفي وهو ساجد" (2)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


03/07/2024 القراءات: 211  


-أبو محمد البعلبكي (ت: 656):
قال الصفدي: "عبدالرحيم بن نصر بن يوسف الإمام المحدث صدر الدين أبو محمد البعلبكي الشافعي قاضي بعلبك. كان يقوم الليل ويكثر الصوم ويحمل العجين إلى الفرن ويشتري حاجته وله حرمة وافرة وكان ورعًا متحريًا سديدَ الفتوى، سريعَ الدمعة، له يد في النظم والنثر. رثاه القاضي شرف الدين بن المقدسي لما مات سنة ست وخمسين وست مئة يقول:
لفقدك صدر الدين أضحتْ صدرونا … تضيق وجاز الوجدُ غاية قدرهِ
ومَن كان ذا قلب على الدين منطو … تفتتَ أشجانًا على فقد صدرهِ
وكان في الركعة الثالثة ‌في ‌السجدة ‌الثانية من صلاة الظهر فانتظره مَن خلفه أن يقوم فلم يقم، فحركوه فوجوده قد مات رحمه الله.
وكان قد تفقه بدمشق على الشيخ تقي الدين بن الصلاح، وسمع من الكندي، والشيخ الموفق، وجماعة. وقال الفقيه عبدالملك المغربي: ما رأيتُ قاضيًا مكاشفًا إلا القاضي صدر الدين» .
***
-الخطيب أصيل الدين محمد بن إبراهيم بن عمر أبو علي العوفي الإسعردي المولد (ت: 668):
قال الصفدي: "قدم دمشق وعُزل الشيخ عز الدين ابن عبدالسلام فتولى خطابة الجامع بدمشق ثم عزل، وتولى عماد الدين خطيب بيت الآبار، ثم تولى عماد الدين عبدالكريم بن الجهاتي، ثم تولى أصيل الدين المذكور، ثم عزل، فانتقل إلى الديار المصرية، وتولى خطابة الجامع الذي عمره الصالح طلائع بن رزيك ظاهر باب زويلة وتولى نيابة الحكم عن القاضي بدر الدين السنجاري، وبقي على الخطابة ونيابة الحكم إلى أن توفي سنة ثمان وستين وست مئة في بيت الخطابة قبل الصلاة وقد لبس ثياب الخطابة ليخرج إلى الصلاة فجاءه رئيسُ المؤذنين فوجده لابسها وقد ‌سجد ‌وهو ‌ميتٌ فأحضروا ولده فخطب عوضه وصلى بالناس، وكانت جنازته حفلة، ودفن بقرافة سارية.
وكان ديّنًا متواضعًا لطيفًا، حسنَ العبارة والصوت، وله مشاركة في كثير من العلوم، وله ديوان خطب، وغير ذلك من التصانيف، وله نظم كثير. ونظم ما أوصى بوضعه في كفنه:
إذا ما جاء قومُ في المعادِ … بصومٍ مع صلاة واجتهادِ
ومعروف وإحسان جزيل … وحج واعتمار مع جهادِ
أتيتُ بحبكم يا آل طه … وما أعددتُّ من صدق الودادِ
فذاك ذخيرتي في يوم حشري … وحسن الظن مِن ربِّ العبادِ
وكان أصيل الدين المذكور قد حضر مع المظفر قطز إلى دمشق وحضر وقعة عين جالوت وخطب بجامع دمشق مدة مقام المظفر بها فلما توجه إلى مصر توجه معه. ذكره قطب الدين اليونيني في "ذيل المرآة"، والله أعلم»
***
-نبأ ‌بن ‌علي بن هاشم بن الحسن (ت: 692):
قال الذهبي: "الأمير الكبير، شمس الدين، ابن الأمير نور الدين ابن المحفدار المصري.
جعله الملك المنصور أمير جندار، وكان ديّنًا، كثير المروءة، صلى العشاء وقرأ سورة (هل أتى)، وسجد فمات، وذلك في صفر بداره بمصر، ومات في عشر السبعين، قاله شمس الدين الجزري» .
***
-‌‌أبو الحجاج النصري (718 - 755هـ = 1318 - 1354م):
قال الزركلي: "يوسف بن إسماعيل بن فرج بن إسماعيل، أبو الحجاج الأنصاري الخزرجي النصري: سابع ملوك "بني نصر" ابن الأحمر، في الأندلس. بويع بغرناطة ساعة مقتل أخيه محمد (أواخر سنة 733) وسنه إذ ذاك خمسة عشر عامًا وثمانية أشهر. وكان في صباه كثير الصمت والسكون، فلم يمارس شيئًا من أعمال الدولة إلا بعد أن توفرت له الحنكة والتجارب، فقام بأعباء الملك، وباشر بعض الحروب بنفسه. وقاتله الإسبانيون، فثبت لهم مدة، إلى أن "نفذ بالجزيرة القدر وأشفت الأندلس" كما يقول لسان الدين ابن الخطيب، فسدد الأمور، وتمكن بسعيه من تخفيف حدة الشدة. وفي أيامه كانت وقعة البحر بأسطول اروم، ثم الوقيعة على المسلمين بظاهر طريف، وتغلب العدو على قلعة يحصب (المجاورة لعاصمته) وعلى الجزيرة الخضراء (باب الأندلس) سنة 743 وتمتع بالسلم في أعوامه الأخيرة. وبينما كان في المسجد الأعظم بحمراء "غرناطة" ساجدًا في الركعة الأخيرة من صلاة عيد الفطر، هجم عليه "مجهول" وطعنه بسكين (أو خنجر) وقبض عليه، فسئل، فتكلم بكلام مختلط، فقُتل وأحرق بالنار، وحُمل السلطان إلى منزله فمات على الأثر. قال سيد أمير علي: وهو مِنْ أذكى وأشهر ملوك بني نصر» .
***
-الشيخ هاشم بن أحمد بن محمد الطباخ (ت: 1282):
ترجم له حفيده الشيخ راغب الطباخ، وقال: تلقى مبادئ العلوم الآلية والفقهية على الأستاذ الكبير الشيخ إبراهيم الدارعزاني وعلى غيره من فضلاء ذلك العصر... وكان على جانب عظيم من الصلاح والتقوى وحسن الأخلاق، كثير التهجد، ملازمًا للعبادة، مكبًّا على مطالعة كتب السادة الصوفية، واقتنى كتبًا خطية نفيسة كثيرة توزعها أولادُه، ثم بيعتْ بعد ذلك، ومنها الآن جملة وفيرة في مكتبة المجلس البلدي في الإسكندرية، وعلى كثير منها خطه، وأنفسُ هذه الكتب كتاب "الجامع لآداب الراوي والسامع" للحافظ الخطيب... وكان يقرأ الدروس في مسجد العمري، وفي مسجد الزيتونة، وفي مسجد الشيخ حمود حسبة. توفي وهو ساجد .
***
- عبدالرحمن بن الهاشمي المعسكري التازي (ت: 1354):
قال عبدالسلام ابن سودة: "وفي خامس عشر رمضان توفي عبدالرحمن بن الهاشمي المعسكري التلمساني، الشيخ الجليل المتبرك به، موقت جامع مدينة تازا الأعظم مدة، يُشار إليه بالعلم والصلاح والخيارة والدين والولاية. ‌توفي ‌ساجدًا في إحدى صلوات الفرض، ودفن بصحن الجامع المذكور، كذا بلغني. توفي غريبًا وكان لا يخرج إلا قليلًا. له ترجمة في سلِّ النصال» .
***
-العلامة الفقيه الشيخ إبراهيم بن محمد حلمي القادري الحنفي السكندري (1322- 1390).
توفي ساجدًا في صلاة التراويح، ليلة السابع والعشرين من رمضان .
***
-شيخ القراء وأمين الفتوى بحمص العلامة الشيخ عبدالعزيز بن محمد عيون السود الحمصي الحنفي (1335 - 1399).
توفي ساجدًا .
***
-الشيخ رشاد الخطيب (ت: 1401).
توفي وهو ساجد .
***


الموت في السجود


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع