مدونة بروفسور دكتور. وائل أحمد خليل صالح الكردي


إنسانية قابيل.. (هل يكون القاتل مجرما ابديا؟)

أ.د. وائل أحمد خليل صالح الكردي | Prof.Dr. Wail Ahmed Khalil Salih AlKordi


28/12/2024 القراءات: 22  


الحقيقة .. جميعنا ينظر الى (قابيل) على انه القاتل وفقط .. ولكن في القرآن لمحة بقول الله عنه تحمل من البلاغة القاع القصي في العمق وجوامع الكلم بدلالاتها الكثيفة (قال يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي) هذه الاية كلها حسرة وبكاء وندم وشعور بالذنب الى حد الهلاك .. نعم ، لقد صور القران (قابيل) انه الانسان بعينه هو ذاك الانسان نحن ، بخيره وشره ونجديه ، بكل خطاياه وآثامه التي تحيل قلبه إما الى صخر قاس او انها تشعل وجدانه بشعور طاغ بضيق الارض بما رحبت جراء ما اقترفت يداه .. فمنا من يقترف الخطيئة وهو يبكي ، ومنا من يقترفها وهو يضحك .. ولعل من يضحك في ظاهره هو اشد عذبا وجدانيا وألما في باطنه .. نحن حقا ابناء (قابيل) القاتل ذو الوجدان الحالم والقلب الرقيق الذي استشعر الويل على نفسه بكبيرته في قتل اخاه .. فتعذب بنفسه قبل ان يعذب. ولعله ادرك ان في الكون رب رحيم غفور.. ولعل (هابيل) المقتول كان بسموه ملاكا او قريب من ذاك ، فلا يجدر ان يكون هو الانسان، فهذا العالم غير معد ليعيش عليه انسان ملاك او كما الملائكة، فلا يذنب ولا يستشعر قلبه مأساة الذنب .. فيندم وتبكي عيناه ألما وخشية.


قابيل، قاتل، انسانية،


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع