مدونة دكتور محمد إبراهيم عبدالسلام البشبيشي


وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ

دكتور محمد إبراهيم عبدالسلام البشبيشي | DR.MOHAMED IBRAHIM ABDELSALAM ELBASHBISHY


03/10/2023 القراءات: 1114  


ألم يقل الله : وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ [المائدة: 4] فهذه الجوارح من الحيوانات، والطيور، إذا اصطادت للإنسان، وكانت معلمة فإنه يحل ما صادته، وإن كانت غير معلمة فإنه يحرم، وله حكم الميتة، هذا الحيوان الكلب، وما في معناه يكون بهذه المرتبة إذا تعلم، يحل صيده، فإن بقى من غير تعليم لم يحل ما اصطاده.

وأما الأدلة الواضحة المشهورة التي تدل على منزلة العلم فهي كثيرة جدًّا، ذكرها الله  في كتابه، وذكرها النبي ﷺ في سنته، وهي معلومة لنا جميعاً.

ألم يقل الله  مبيناً تفاضل أهل الإيمان، وتفاوت رتبتهم، ألم يقل: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ[المجادلة:11] فدل ذلك على أن مراتب العالِمين من أهل الإيمان فوق مراتب سائر المؤمنين، فهم فوقهم، وكلنا يريد أن يحصّل المراتب العالية عند الله .

الإنسان إذا تعلم تهذبت نفسه، وارتفع عن غلظ الجهل، وعن دركاته، وسما، وارتفع، تعلو منزلته عند الله  وترتفع، ويحصّل المنازل العالية من الجنة، وليس حديثنا عن شرف العلم، وإنما حديثنا عن ذلك العلم النافع، الذي نريد أن نحدد معالمه؛ كي نتحلى به.

وذلك أن العلم تارة يكون شريفاً، حميداً، له هذه الفضائل، والشمائل، وتارة يكون مذموماً، لا يزيد صاحبه إلا انحطاطاً، وبعداً عن الله  وانحرافاً عن الصراط المستقيم.

ونحن إذا تتبعنا النصوص الواردة في الكتاب، والسنة التي يذكر الله  فيها العلم، نجد أنها تارة تذكر العلم على سبيل المدح، وتارة تذكره على سبيل الذم.


وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع