لقد عني علماء الإسلام ببيان حقيقة الوسطية ونشر ثقافة الاعتدال بين المسلمين ، ونبذ التعصب والغلو في الأفكار والأعمال.. وجسدوها من خلال تجربتهم وحياتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية...
ومن العلماء الذين مثلوا هذا المنهج وساروا عليه ، هو الإمام ابن قيم الجوزية (ت751هـ) الذي يعد أحد رواد منهج الاعتدال والوسطية ، حيث يمثل منهجه العقائدي منهجا معتدلا موافقا لما جاء به الإسلام وحث عليه ودعا له ، وهو يسير على خطى سابقيه من العلماء والفقهاء أمثال أبي حنيفة النعمان ومالك بن أنس والشافعي وأحمد بن حنبل ... وغيرهم (رحمهم الله ) .
وجهود الإمام ابن القيم تكمن في تأسيس الحوار مع الآخر وتأصيل مناهج النقد والتقويم، ونجد الاعتدال في منهجه واضحا ، متمثلا ذلك في الكثير من مؤلفاته في فنون العلم المتنوعة.
ومن هنا تأتي أهمية دور علماء الأمة في توضيح الجوهر الناصع للعقيدة والنظم الإسلامية القائمة على الوسطية والاعتدال ، وهي مبادئ تعبر عن روح الشريعة الإسلامية وجوهرها .