تمثل مملكة سنار مرحلة مهمة من مراحل الدعوة الإسلامية بالسودان إذ جاءت في وقت كانت الحاجة فيه ماسة لبعث الأمل في نفوس المسلمين بصورة عامة، ولا تخفى هذه الحاجة بالنسبة للداخل السوداني على سبيل الخصوص، ومما لا شك فيه أن الجهود الكبيرة والمتعاظمة بالنسبة لمملكة سنار والمتمثلة في التوجه الإسلامي أسهمت بصورة كبيرة في تعزيز الثقافة العربية والإسلامية في المجتمع السوداني. تكمن أهمية البحث في تناوله لفترة زمنية مهمة من تاريخ السودان، بالإضافة إلى أن الخلوة برسالتها التي عرفت بها صارت جزءً من مؤسسات التشكيل الثقافي بالمجتمع ولذا كان من المهم الوقوف على تجربتها وملاحظة أثرها في ترسيخ القيم الإسلامية.
المقصود بالخلوة في هذه الدراسة تلك المدارس التي كانت مقرا لتعليم وتدريس القرآن الكريم وبعض العلوم الشرعية في عهد سلطنة سنار. (910-1237هـ 1504- 1821م). تناول البحث جهود الخلوة السودانية في ترسيخ القيم الإسلامية – مملكة سنار نموذجا- مع التعريف بمملكة سنار والاشارة إلى جهودها في خدمة الإسلام والدعوة الإسلامية انطلاقاً من الوقوف على تاريخ نشأة هذه الخلاوى مع إبراز اهتمام المجتمع بها نظراً لما توفره من بيئة صالحة للتربية والتزكية من خلال التعلق بالقرآن الكريم حفظاً ومدارسة.
كما أن هذا الوعي بأهمية الخلوة لم يكن غائباً عن قادة مملكة سنار فعملوا على دعم هذه الخلاوى من خلال الترحيب بالعلماء واحترام شيوخ القرآن الكريم الأمر الذي انعكس أثره على المجتمع السناري وظهرت نتائجه في إثراء المعرفة الدينية سواء بالتوسع في إنشاء مدارس التعليم أو التوسع في المادة الدراسية مما زاد من التفاعل الإيجابي مع هذه الخلوات انطلاقاً من تلك القيم الإسلامية.
تاريخ النشر
01/11/2018
الناشر
مجلة معالم الدعوة الإسلامية التي تصدر عن كلية الدعوة الإسلامية ـ جامعة أم درمان الإسلامية ــالسودان
محمد عبد الله موسى ابراهيم | mohamad abdalla musa ibrahim | 2742