من معاني كلمة (الرحمة) في القرآن الكريم
بسام مصباح طه أغبر | Bassam Aghbar
05/12/2020 القراءات: 1904
ما المقصود بالرحمة في قوله تعالى:{فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا} [الكهف: 65]
اخلتف المفسرون في مقصودها، وانقسموا إلى فريقين:
فريق الجمهور، يقول: إنها النبوة.
وفريق آخر، يرى أن الله جعل ذلك العبد سَبَبَ رَحْمَةٍ بِأَنْ صَرَّفَهُ تَصَرُّفًا يَجْلِبُ الرَّحْمَةَ الْعَامَّةَ.
وإذا أردنا أنّ نوفق بين الرأيين، نقول:
إنَّ التعامل مع الناس يحتاج إلى صبر، وخفض جناح، ولا يحتاج إلى تعالٍ وتكبر، ومن كان ليناً معهم، متواضعاً تواضعَ المؤمن العزيز، وليس تعامل الإنسان الذليل، فإنَّ ذلك الإنسان المتواضع لوجه الله تعالى، إذا أُتي هذا التواضع مع العلم فإنَّ الله سيرفع مكانه بين الناس، وسيكون مقبولاً عندهم.
من أجل ذلك قُدِّمَت هذه الرحمة، في هذه الآية، على العلم، مع أنه علم من عند الله، وهبه الله لعبد من عباده، عن طريق الوحي.
وفي هذا منهج حياة لنا، يجب أن نسير في ضوئه، وعلى خطاه، وذلك أن يكون عندنا رحمة في تعاملنا مع الناس، قبل أن نفتخر بما عندنا من العلوم؛ لأن تلك الرحمة ستعود فائدتها على المجتمع المسلم، وتساعد في تعاضد أبنائه، وتماسك فئاته، فإذا كان المجتمع متحاباً، فإنَّ تعليمه، ونشر ثقافة الخير فيه، سيكون سهلاً، ويصبح هذا المجتمع من أوائل المجتمعات البشرية في الأمور كلها.
والله تعالى أعلى وأعلم.
د. بسام الأغبر
#لغويات_قرآنية #تدبر_قرآني
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع