التوفيق بين تدبر القرآن الكريم ومتطلبات الحياة العملية
د. محمد سلامة غنيم | Dr. Mohammed Salama Ghonaim
08/11/2024 القراءات: 28
مقدمة:
لقد حثنا ديننا الحنيف على تدبر كتاب الله، فهو نورٌ يهدي القلوب، وشفاءٌ لكل داء، ورحمةٌ للعالمين. وقد جعل الله تعالى القرآن الكريم دليلاً لنا في الحياة، ومرجعاً لكل شؤوننا. ولكن، كيف نوفق بين هذا الأمر العظيم وبين متطلبات الحياة العملية التي تشغلنا يومياً؟
أولاً: أهمية تدبر القرآن الكريم
إن تدبر القرآن الكريم ليس مجرد قراءة للحروف والكلمات، بل هو غوص في معانيه العميقة، وفهم لأهدافه السامية، وتطبيق لأحكامه في الحياة. وقد أكد الله تعالى على أهمية التدبر في كتابه الكريم بقوله: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ}.
ومن ثم، فإن تدبر القرآن الكريم يمدنا بالفوائد التالية:
• الفيض الروحاني والإيماني: يزيد التدبر إيماننا بالله تعالى، ويشبع أرواحنا بالسكينة والطمأنينة.
• التوجيه والهداية: يرشدنا القرآن الكريم إلى الطريق الصحيح في الحياة، ويحلل لنا المشكلات التي نواجهها.
• التفكير والإبداع: يحفزنا القرآن الكريم على التفكير العميق، والإبداع في حل المشكلات، والعمل على تطوير أنفسنا ومجتمعاتنا.
ثانياً: التوفيق بين التدبر والعمل
إن تدبر القرآن الكريم فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل، ولكن هذا لا يعني إهمال الواجبات الأخرى، ولا سيما العمل. فالعمل عبادة، ووسيلة لكسب الرزق، وخدمة للمجتمع؛ ولذا، يجب على المسلم أن يوفق بين هذين الأمرين، وأن يجد الوقت المناسب للتدبر، دون أن يؤثر ذلك على عمله أو إنتاجيته.
ثالثاً: قراءة القرآن في أوقات الفراغ
إن قراءة القرآن في المواصلات العامة، أو أوقات الانتظار، أمر محمود، ويؤجر عليه القارئ. ولكن، يجب أن نفرق بين القراءة والتدبر. فالقراءة مجرد تلاوة للأصوات، بينما التدبر يتطلب التركيز والتفكر في المعاني.
ورغم أهمية القراءة، إلا أنها لا تغني عن التدبر. ولذلك، ينصح بتخصيص وقت معين للتدبر، بعيداً عن الضوضاء والمشتتات.
خاتمة:
إن التوفيق بين تدبر القرآن الكريم ومتطلبات الحياة العملية أمر ممكن، بل وضروري. فالتدبر يمدنا بالقوة والطاقة اللازمتين للعمل، والعمل يجعلنا قادرين على تطبيق تعاليم القرآن في حياتنا العملية.
نصائح عملية:
• تحديد وقت محدد للتدبر: خصص وقتاً يومياً للتدبر، حتى ولو كان قصيراً.
• اختيار مكان هادئ: اختر مكاناً هادئاً بعيداً عن الضوضاء والمشتتات.
• البدء بجزء صغير: لا تحاول تدبر القرآن كاملاً دفعة واحدة، بل ابدأ بجزء صغير، ثم زد تدريجياً.
• استخدام التفاسير والمؤلفات: استعن بالتفاسير والمؤلفات التي تساعدك على فهم معاني القرآن.
• تطبيق ما تعلمته: حاول تطبيق ما تعلمته من القرآن في حياتك اليومية.
ختاماً، ندعو الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لتدبر كتابه الكريم، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
القرآن، نهضة، تدبر
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع