مسار رحالة بدكالة: لومبريير ببولعوان تاريخ وأحداث
الجيلالي الساجعي | Jilali essajai
20/01/2024 القراءات: 727
لومبريير ببولعوان: رحلة رحالة...
أما لومبريير Lempriére فقد زار القصبة وذلك بتاريخ 12 عشر فبراير من سنة 1790م يقول:" وفي ثلاثة أيام من المشي وصلت إلى بولعوان، الذي يقع على بعد ثمانين ميلا، في منطقة مهجورة وبرية، لم ألتق بأي سفن أخرى منذ مغادرتي المغرب، لم أرى على طول هذا الطريق سوى بعض الخيام الرديئة التي يحتلها العرب.
تقع قلعة بولعوان على قمة جبل شاهق. وفي أسفلها يجري نهر موربيع الذي عبرته حيث يفقد نهره في المحيط، ليس للقلعة التي يتم ذكرها هنا أي شيء ملفت للنظر سوى سمك جدرانها الهائل، يحرسها العبيد الذين أرسلهم سيدي محمد عندما أصابه الذعر من ثورة جنوده وفرقهم في الإمبراطورية، ونجحت هذه التدابير بشكل جيد جدا، حيث أصبح الجنود مبعدين بعضهم عن بعض ولا يمكنهم القيام بثورات على الرغم من أن لديهم ذوقا كبيرا للانتفاضات.
عبرت الأنهار التي توجد في أزمور وسلا والمعمورة والعرائش على متن قوارب صغيرة. هل سيصدق أحد بعد ذلك أن الشعب على ضفاف موربيع الذي يبعد بمسافة قصيرة عن كل هذه المدن يكون جاهلا لدرجة أنه لا يعرف مفهوم القارب؟
إليكم أفضل شيء ابتكره سكان نهر موربيع لعبوره. يملأون ثمانية جلود خراف بالهواء بواسطة النفخ ويربطونها معا لتشكل طوقا، ثم يقومون بتثبيت بعض الألواح الرديئة عليها، وعلى هذا النشأ الهش يتم نقل المسافرين ومعداتهم فور تحميل الطوق بالأحمال. يمكن للطوق أن يحمل رجلا دون أن يغرق يقوم الرجل بتجريد ملابسه ويقفز في الماء ويسبح بيد واحدة بينما يجر الزورق باليد الأخرى في نفس الوقت. يقوم سباح آخر بدفعه من الخلف وسرعان ما يصل إلى الضفة المقابلة. تعاني الخيول والبغال أحيانا من بعض الصعوبة في الصعود إلى الزورق، ولكن يقوم المسافرون بإقناعهم بذلك من خلال صيحات مرعبة.
عندما غادرت قلعة بولعوان، اتجهت إلى طريق سلا الذي بعد عنها مائة وعشرة أميال.
(من ترجمتي لكتاب Voyage dans l'empire du Maroc, Lempriere, William (1763-1834) p341-343)
لومبريير، بولعوان، دكالة، الرحلة، رحالة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع