مدونة محمد فتحي زكي


كتاب **"المختار في الرد على النصارى"**

محمد فتحي زكي | Mohammed Fathi Zaki


11/02/2025 القراءات: 15  


كتاب **"المختار في الرد على النصارى"** للجاحظ، وهو نص يعكس فهم الجاحظ العميق للعلاقات الاجتماعية والسياسية بين المسلمين واليهود والنصارى في السياق التاريخي لعصره. ويحكي لنا الجاحظ في كتابه (المختار في الرد على النصارى) أن اليهود كانوا جيران المقاومة ‏بيثرب - وغيرة، وعداوة جيران يقتربون من بعداوة الأقارب- في الدنمارك التمكن، وأثبت الحقد، ويادي ‏‏الإنسان من لا يعرف، ويميل على من يرى، ويناقض من ييشاكل، ويسعى له صريح من يشالط. وعلى قدر ‏الحب، والقرب يكون الكراهية،‏والبعد، تاعت كانت حروب الجيران، وبني الأعمام من سائر الناس،وسائر العرب بقوة، وعداوتهم أقوى،فلما صارم المهاجرون لليهود جيرانا، وقد كان المؤيدون متقدمون في الجوار، ‏المشاركة في الدار، حسدهم الدين اليهودي على النعمة في، والاجتماع بعد الافتراق، توصلوا بعد التقاطع، وشبهوا على العوام، واستمالوا ‏الضعفة، واستمالوا الأعداء والحسدة، ثم جاوزوا الطعن وإدخال الشبهة، إلى المناجزة والمنابذة بالعداوة، فجمعوا كيدهم، وبذلوا أنفسهم وأموالهم في قتالهم، وإخراجهم من ديارهم، وطال ذلك استفاض فيهم وظهر، وترادف لذلك الغيظ، وتضاعف البغض، وتمكن الحقد. ‏#### 1. **السياق التاريخي والاجتماعي:** - النص يتناول العلاقة بين المسلمين واليهود في المدينة المنورة (يثرب) بعد الهجرة النبوية. يشير الجاحظ إلى أن اليهود كانوا جيران المسلمين، مما جعل عداوتهم أكثر شدة مقارنة بالنصارى الذين كانوا بعيدًا عن مركز الإسلام السياسي والديني. - فكرة "عداوة الجيران" التي يطرحها الجاحظ تعكس حقيقة اجتماعية عميقة: العداء يكون أقوى عندما يكون بين أشخاص يعرفون بعضهم البعض ويختلطون بشكل يومي. هذه الفكرة ليست خاصة باليهود فقط، بل هي قاعدة اجتماعية عامة تنطبق على جميع العلاقات الإنسانية. #### 2. **أسباب العداوة بين المسلمين واليهود:** - الجاحظ يوضح أن اليهود شعروا بالحسد تجاه المسلمين بسبب: - **النعمة الدينية**: الإسلام كان دينًا جديدًا وقويًا جمع المسلمين في وحدة دينية واجتماعية. - **التغير الاجتماعي**: المسلمون توحدوا بعد الافتراق، وتواصلوا بعد التقاطع، بينما اليهود ظلوا منقسمين. - **القوة السياسية**: المسلمون أصبحوا القوة المهيمنة في المدينة المنورة، مما أثار غيرة اليهود الذين كانوا سابقًا أصحاب النفوذ. - هذا الحسد تحول إلى عداوة فعلية عندما بدأ اليهود في: - **إثارة الشبهات**: حاولوا زعزعة إيمان المسلمين وإثارة الشكوك حول الإسلام. - **التحالف مع الأعداء**: استمالوا الضعفاء والأعداء لمحاربة المسلمين. - **القتال المباشر**: وصل الأمر إلى حد التآمر العسكري ضد المسلمين. #### 3. **مقارنة بين موقف اليهود والنصارى:** - الجاحظ يشير إلى أن النصارى لم يكونوا بنفس مستوى العداوة مثل اليهود لأنهم كانوا بعيدًا جغرافيًا عن مركز الإسلام (المدينة المنورة ومكة). هذا البُعد الجغرافي جعلهم أقل تأثيرًا وأقل تورطًا في الصراعات المباشرة. - كما أن علاقة المسلمين بالنصارى كانت أكثر لطفًا بسبب: - **هجرة المسلمين إلى الحبشة**: عندما هاجر المسلمون الأوائل إلى الحبشة (التي كانت تحت حكم النجاشي المسيحي)، وجدوا فيها ملاذًا آمنًا. هذا الحدث خلق نوعًا من الود بين المسلمين والنصارى. - **تأثير العوام**: كلما زادت مشاعر الود تجاه طرف معين، زادت مشاعر العداء تجاه أعدائه. وبالتالي، كلما لانت قلوب المسلمين تجاه النصارى، زادت صلابتها تجاه اليهود. #### 4. **البعد النفسي والاجتماعي:** - الجاحظ يعتمد على تحليل نفسي اجتماعي عميق لفهم العداء بين الجماعات. يقول إن الإنسان يميل إلى معاداة من يعرفه ويختلط به، لأن الاختلاط يجعل العيوب أكثر وضوحًا. هذا التفسير يعكس فهم الجاحظ لطبيعة العلاقات الإنسانية، حيث تكون العلاقات القريبة أكثر عرضة للتوتر والصراع. #### 5. **الرسالة السياسية والدينية:** - النص ليس مجرد وصف تاريخي، بل يحمل رسالة سياسية ودينية. الجاحظ يبرر موقف المسلمين تجاه اليهود بناءً على سلوك اليهود نفسه. يشير إلى أن العداوة لم تكن نتيجة كراهية دينية أو عنصرية، بل كانت نتيجة تصرفات اليهود العدائية. - كما أن النص يعكس رؤية الجاحظ للتسامح الديني: فهو يفرق بين النصارى الذين كانوا أقل عدائية وبين اليهود الذين كانوا أكثر تآمرًا. هذا التمييز يظهر في العديد من كتاباته الأخرى، حيث يدعو إلى التسامح مع من لا يشكل تهديدًا. ### **الأفكار الرئيسية المستخلصة:** 1. **العداوة بين الجيران**: العداء يكون أشد بين الأقربين بسبب الاختلاط اليومي والمعرفة المتبادلة. 2. **الحسد كمحرك للصراع**: اليهود حسدوا المسلمين على وحدتهم الدينية والاجتماعية، مما أدى إلى تفاقم العداوة. 3. **البعد الجغرافي والتاريخي**: النصارى كانوا أقل عداوة بسبب بعدهم الجغرافي وعدم تورطهم المباشر في الصراعات. 4. **التأثير النفسي للمواقف**: مشاعر الود تجاه طرف معين تزيد من مشاعر العداء تجاه أعدائه. 5. **التسامح الديني**: الجاحظ يدعو إلى التمييز بين الأعداء الحقيقيين (اليهود) وأولئك الذين لا يشكلون تهديدًا (النصارى). ### **المصدر :** النص الذي ذكرته موجود في كتاب **"المختار في الرد على النصارى"** للجاحظ. هذا الكتاب يُعتبر من الكتب التي كتبها الجاحظ للدفاع عن الإسلام وشرح مبادئه، وكان يهدف من خلاله إلى الرد على الانتقادات التي وجهها النصارى للإسلام.


كتاب **"المختار في الرد على النصارى"**


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع