مدونة الدكتور محمد محمود كالو


الحكمة من تقبيل الحجر الأسود

الأستاذ الدكتور محمد محمود كالو | Prof. Dr. Mohamed KALOU


15/06/2024 القراءات: 5  


الحكمة من تقبيل الحجر الأسود الحكمة من الطواف بينها النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين قال: (إنَّما جُعِلَ رَمْيُ الجِمارِ والسَّعْيُ بينَ الصَّفا والمروةِ لإقامةِ ذِكرِ اللَّهِ) [رواه الترمذي]. فالطائف الذي يدور على بيت الله تعالى يقوم بقلبه من تعظيم الله تعالى، ما يجعله ذاكرًا الله تعالى، وتكون حركاته بالمشي والتقبيل، واستلام الحجر، والركن اليماني، والإشارة إلى الحجر ذكرًا لله تعالى؛ لأنها من عبادته، وكل العبادات ذكر لله تعالى بالمعنى العام؛ وأما ما ينطق به بلسانه من التكبير، والذكر، والدعاء فظاهر أنه من ذكر الله تعالى. الحَجَرُ الأسوَدُ حَجَرٌ كرِيمٌ، أنزَلَه اللهُ سُبحانَه وتعالَى مِنَ الجنَّةِ، فكان يُقبِّلُه النبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم؛ واتِّباعًا لهَدْيِه نُقبِّلُه ونَستلِمُه ونُشيرُ إليه، وإنْ كان حَجَرًا لا يَضُرُّ ولا يَنفَعُ. وفي هذا الحَديثِ بَيانٌ لِتَسليمِ الصَّحابةِ وشِدَّةِ إيمانِهم؛ فيُخبِرُ أسلَمُ، مَولَى عُمَرَ، أنَّ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه كانَ يُقَبِّلُ الحَجَرَ الأسوَدَ، وهو الموجودُ في البَيتِ الحرامِ، ومَكانُه في الرُّكنِ الجَنوبيِّ الشَّرقيِّ لِلكعبةِ المُشرَّفةِ مِنَ الخارِجِ، وهو في غِطاءٍ مِنَ الفِضَّةِ في أيَّامِنا هذه. وأما الحكمة من تقبيل الحجر الأسود؛ فإنه عبادة؛ حيث يقبل الإنسان حجرًا لا علاقة له به، سوى التعبد لله تعالى بتعظيمه، واتباع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذلك، كما ثبت أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال حين قبل الحجر: ( إنِّي لأُقَبِّلُكَ، وإنِّي أَعْلَمُ أنَّكَ حَجَرٌ، وَأنَّكَ لا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ، وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قَبَّلَكَ ما قَبَّلْتُكَ). وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: " وقال المهلب: ... وإنما شرع تقبيله – أي الحجر الأسود- اختباراً، ليُعلم بالمشاهدة طاعة من يطيع، وذلك شبيه بقصة إبليس حيث أمر بالسجود لآدم... وفي قول عمر هذا: التسليم للشارع في أمور الدين، وحسن الاتباع فيما لم يكشف عن معانيها. وهو قاعدة عظيمة في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فيما يفعله، ولو لم يعلم الحكمة فيه " انتهى. "فتح الباري" (3 / 463). عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الحَجَرِ: (وَاللَّهِ لَيَبْعَثَنَّهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ، يَشْهَدُ عَلَى مَنْ اسْتَلَمَهُ بِحَقٍّ) [رواه الترمذي وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ]. أما تسميته بالحجر الأسعد فلم نعثر عليها في نص من نصوص الوحي ولا في كتب الأقدمين من أهل العلم، فلعله اسم شاع عند بعض الناس مؤخراً.


حكمة ، تقبيل، الحجر الأسود، الحجر الأسعد، خطايا


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع