مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (202)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


13/07/2024 القراءات: 8  


-يا صاحب الفاءين:
قال الأخ الكريم الشيخ عدنان الخانجي الحلبي المدني مقتبسًا دعوتي: (يا صاحب الفاءين) التي أشير فيها إلى قوله تعالى: (فاستجبنا له فنجيناه) [الأنبياء: 76]، (فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر) [الأنبياء: 84]:
يا صاحبَ الفاءين نرجو نفحةً ... تهدي بها الإنسانَ للإحسانِ
ويعم فضلُك كلَّ عبدٍ خائفٍ ... مِنْ كلِّ هولٍ مزعجٍ بأمانِ
***
-شرح الأسماء الحسنى للقشيري:
كتب إليَّ الأستاذ الشيخ سعدي الهاشمي المكي -سلمه الله وأدام فوائده-: "لعلك اطلعتَ على شرح أسماء الله الحسنى للقشيري؟ كأنه كان يلقيها في مجالس وعظ، ويذكر في كل اسمٍ حكايةً عن الصالحين. لكن طريقة ابن برّجان بديعة حيث يُنهي شرح الاسم في الغالب بفصلٍ نفيسٍ هو التعبُّد لله بذلك الاسم. رحمهم الله جميعًا".
***
-نصيحة جوزية:
قال الإمام أبو الفرج ابن الجوزي البغدادي رحمه الله في "صيد الخاطر" (ص: 500-501):
"الكسل عن الفضائل بئس الرفيق، وحب الراحة يُورثُ من الندم ما يربو على كلِّ لذة، فانتبهْ واتعبْ لنفسك... ثم اعلمْ أنَّ طلب الفضائل نهاية مراد المجتهدين".
***
-أوتاد المساجد:
روى الإمامُ أحمد في «مسنده» (15/ 248 ط الرسالة) عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ للمساجد أوتادًا، الملائكة جلساؤهم، إنْ غابوا يفتقدونهم، وإنْ مرضوا عادوهم، وإنْ كانوا في حاجة أعانوهم".
قال الشيخ شعيب الأرناؤوط: "إسنادُه ضعيف، فيه ابن لهيعة -وهو عبد الله- سيىء الحفظ. دراج: هو ابن سمعان المصري أبو السمح، وابن حجيرة: هو عبدالرحمن المصري. وهذا الحديث تفرَّد به الإمام أحمد. ورُوي نحوه عن عطاء الخراساني مرسلا، أخرجه عبدالرزاق (20585) عن معمر، عنه.
قولُه: "إنَّ للمساجد أوتادًا"، قال السندي: أي: رجالًا يلازمونها لزومَ الأوتاد لمَحالّها".
***
-قراءة "لطائف المعارف" في عام:
كتب إليَّ أحدُ الإخوة الفضلاء يقول: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله تعالى سيدي الحبيب بارك الله فيكم ونفع بكم وبعلمكم البلاد والعباد والإسلام والمسلمين.
شيخَنا الفاضل: معكم ابنكم سلمان بن عمر آل ابن سلمان النهدي، من طلابكم ومن طلاب الشيخ المحدِّث محمد بن علي بن آدم الوَلَّوِي الإتيوبي والشيخ الفقيه محمد الأمين الهرري المكي وغيرهما.
كنتُ أبحثُ عن تحقيقكم لهذا الكتاب (النور في فضائل الأيام والشهور) مطبوعًا عندنا بمكة، وكذلك بالمدينة النبوية، ومدينة جُدة ولم أجده، لكن وجدتُّه منشورًا نشرًا رقميًّا، وأنا أريده ورقيًّا فهل مِن سبيل للحصول عليه، وكيف الوصول لدار النشر عندكم؟ جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم وأحسن إليكم.
وقد اعتنيتُ بقراءة "كتاب لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف" للحافظ ابن رجب الحنبلي، ط. دار ابن كثير، ت: ياسين بن محمد السواس.
أقرأ في كل شهر ما يتعلق بوظائفه، وهكذا إلى أن ختمتُ الكتاب بفضل الله وتوفيقه في (23) مجلسًا على جماعة من أهل العلم والفضل.
وأريد أنْ أبدأ هذا العام بكتاب العلامة ابن الجوزي رحمه الله تعالى".
قلتُ:
هذه طريقة جميلة موفقة، تذكِّر القارئ بوظيفة كل شهر. ونسأل الله العلم والعمل.
***
-يا ابن العدَم!
كتب د. محمد أكرم الندوي مخاطبًا الإنسان الفاني:
(يا ابنَ العدَم! يا مَنْ خُلقت ولم تكن شيئًا مذكورًا! سيباغتك الموتُ ولن تملك له دفعًا، فالتصاريفُ غاديات رائحات، وسيداهمك الأجلُ مداهمة، فالحادثاتُ جمة وذات فنون، مهما وضعتَ أثقالك من دروع وتروس، ومهما تمنَّعتَ بقلاع وحصون، ستُضْجَعُ في الجدث محنطًا مكفنًا، غيرَ مميز بين العبد والمولى، وستصيرُ تحت التراب ملقى، ولتلحقَنَّ بعرصة الموتى، ولتنزلَنَّ محلة الهلكى، يا سريعَ الاندثار والبلى.
أتستكبرُ معجبًا بنفسك؟ أم تتغطرسُ متخايلًا؟ أم تنتفخُ متباهيًا؟ متحليًا بسجايا غدرٍ وخبثٍ، ومتسمًا بخصالِ إثمٍ وإفكٍ، متوارثًا لها كابرًا عن كابر، أين أمك وأبوك؟ وأين أجدادك وذووك؟ لا والد بينك وبين آدم إلا واستسلم للحَين، واختطفه الحمام، ألِّفْ تراجم المنون، وصنِّفْ طبقات الردى، فيم التعلي؟ وعلام الترفع؟ ألا تستحيي؟ أتراك باقيًا وأنت الذي لن يبقى لك عين ولا أثر؟ أفاتك أنك عما قليل تكون في البرزخ الأبعد؟ ألا تنتبه إلى غلطك؟ ألا تشعر بضلالك؟
أيحق للظل أن يتبجح زاهيًا؟ أم يسوغ للشبح أن يشمخ عاتيًا؟ أتفرح بالبشرى، وتنسى أنك ستُنعى؟ أتأمن الدهر عليك، والحياة لم تصف لمن قبلك ولن تصفو لك؟ ألم تعلم أن ربك لبالمرصاد؟ لقد تلاعبتْ بك الأهواء، وتعابثتْ بك الشهوات، وأنت غافلٌ عن المغبات.
ناد عادًا وثمود؟ والتبابعة ونمرود، وأصحاب الرس وذوي الجنود، وناد فرعون ذا الأوتاد، وهامان وقارون ذا الأجداد، ونزارًا وإياد، وأهل القباب والأطواد، وأرباب فارس والسواد، والأتراك والمغول ذوي العدد والعتاد، وردوا كلهم حياض المنايا، إن الدول لا تترفرف راياتها إلا أيامًا معدودة، إن أطارت الغبار فوق السماوات فسرعان ما يقع على الأرض تطأه الأقدام.
أتستلذ بالفكاهات وتستمتع بالدعابات؟ أتحب الدار المنغصة التي لا بقاء لها؟ وتهيم بدار الفجائع والهموم التي تَعد بالغرور، وتفتن بدار الضنك والبؤس التي تنبت الأدران، وتغرم بدار النصب والشكوى التي لا يستبين فيها السرور حتى يعود حزنًا؟ يا غافلًا عن عواقب الدنيا! أو لا تعلم أن بني جلدتك سيملُّونك، وأن أخلاءك سيسأمونك، وأن معاشرتك ستُقلى.
اعلمنْ ضآلة قدرك، سواء وجودك وعدمك، أتراك لا نهاية لك؟ إنك لمنغمسٌ في لجة الجهل الأكبر، لقد نشز هواك في الطرب وأنت لا ثبات لك، أنى تؤفك؟ وحتى متى لاترعوي؟ ومالك لا تقلع عن غواياتك؟ ألم يأن لك أن تتوب إلى رب العالمين، وتصرف نفسك لخوفه وتلحق بالصالحين؟ الجمعة (6) من المحرم سنة 1446).
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع