تناول البحث دراسة القوة الناعمة من حيث استخدام المصطلح والتعريف به، الذي يرتكز على توظيف بعص المصادر والموارد في بناء نمط جديد من القوة، له تأثير في العلاقات الدولية، وتأثيرها على دور السياسة الخارجية للدول، وفاعليتها. تم إجراء الدراسة على دولة قطر كدولة صغيرة تفتقر لمكونات القوة التقليدية (الصلبة)، ولكنهاِ نجحت في صناعة سياسة خارجية فاعلة ومؤثرة حققت لها حماية أمنها القومي، والاستجابة لطموحاتها القومية من خلال توظيف وبناء مكونات القوة الناعمة، تستهدف الدراسة التعريف بمفهوم القوة الناعمة من الناحية النظرية، وتوضيح دور مصادر وأدوات القوة الناعمة في تحقيق أهداف السياسة الخارجية القطرية، وقد استخدام منهج دراسة الحالة، والمنهج الوصفي التحليلي في منهجية الدراسة الذي خلصت إلى مجموعة نتائج أهمها ان القوة تعتبر أحد العوامل الرئيسة لدراسة وفهم سلوك الدول، حيث أن بروز وتنوع المتغيرات في العلاقات الدولية أفرز أنواع جديدة من القوة، بحيث لم تعد محصورة في القوة الصلبة فقط، بل برزت مصادر وموارد للقوة الناعمة تستطيع أن توظفها الدول بما يتيح لها الفرصة لتكون لها سياسة خارجية فاعلة تحقق أهدافها حتى في حالة غياب أو فقدان بعض مرتكزات القوة الصلبة، وتعتبر قطر نموذج الدراسة من الدول التي استطاعت توظيف إمكانياتها وقدراتها واستراتيجياتها وسياساتها من خلال استخدام مصادر وموارد القوة الناعمة، لتصنع حزمة من الادوات المتنوعة ذات الطبيعة الناعمة لتكون هي المرتكز الأساسي لسياساتها الخارجية التي أتسمت بفاعلية متميزة في عملية تحقيق الأهداف المحددة .