مدونة الدكتوره ساره مطر العتيبي
كتاب الاستشراف المستقبلي في الأزمات في ضوء الكتاب والسنة
دكتورة ساره مطر العتيبي | Dr/Sarah Motter ALOtaibi
08/06/2021 القراءات: 3691
إن المتأمل للإنسان يلحظ شغفه لمعرفة المستقبل، أما فضولا وتسلية، أو لحاجة ماسة عنده، أو لألم أو لبلاء يود لو يعلم متى وأين ينجلي، أيا كان ذلك الانجلاء، أو لمخاوف مستقبلية يستشفها من واقعه، فيسعى لمعرفه المستقبل كي يقي نفسه منها. وهذا ما يسمى بالاستشراف، ولكن هل الاستشراف شيء مستحدثا؟ إن الاستشراف بالمستقبل ليس بدعة مستحدثة، لا جذور لها في الإسلام، فالناظر والمتأمل في النصوص الشرعية يستنبطه بجلاء. فلو تأملنا قليلا سنرى أن الاستشراف ظهر مع ظهور أبينا آدم عليه السلام، فالاستشراف حاضر جلي لكل فطن، لكنه غامض مستتر على كل جاهل، فالفطن يرجع للقرآن والسنة النبوية المطهرة ويقف عندهما، أما الآخر لقلة علمه وكثرة جهله قد يخشى على عقيدته من الانحراف، فيطلب الاستشراف بالمستقبل من غير مصادره الشرعية، كمن يطلبه من عراف أو دجال عياذا بالله، لذا أحببت أن أؤصل لموضوع الاستشراف المستقبلي من منظور شرعي، وربطه بواقعنا المعاصر، و لعلي أنال أجر تذكير ناس ، أو تعليم جاهل . ويرجع سبب اختياري للموضوع ما ظهر في هذه الأيام من لغط كبير، حول تنبؤ كتب لروائيين غربيين بظهور جائحة كرونا (COVID-19) قبل سنوات من ظهوره، ككتاب "نهاية الأيام" للدكتورة النفسية "سيلفيا بروان، الذي ألفته عام 2008م، وتنبأت بأمور مستقبليه حول نهاية العام"، أما سبب اللغط حول الكتاب فهو تنبأه أن 2020 ستشهد مرض شبيه بالالتهاب الرئوي في جميع أنحاء العالم ويهاجم الرئتين، ولا يستطيع أحد الشفاء منه بسهولة، وهو ما يشبه فيروس كورونا الوبائي. ورواية “عيون الظلام"، "The eyes of darkness “للكاتب الأميركي دين كونتز التي نشرت عام 1981م، ففي هذه الرواية تنبؤ بفيروس كورونا قبل 40 عاما. ولو افترضنا أنه استشرافا حقيقيا، مبني على حقائق علمية، وليس نوع من الدجل والكهانة، لما لم يوظفه الغرب المتقدم في وضع خطط صحية واقتصادية، لتفادي هذا الدمار في العالم، وعلى قول من قال إن هذا المرض دبر بليل وأنه مؤامرة؛ وحرب بيولوجية، فهل يعقل أن عقل بهذا الذكاء صنع داء، بلا دواء يحمي نفسه به، أمور وأسئلة تطرح ولا جواب منطقي حول استشراف مؤلفات غربية بهذا المرض. فهل هذا الاستشراف بأمور مستقبليه خاص بالغرب فقط، أم له وجود عند المسلمين، وهل الاستشراف صنف واحد، أم هو أصناف عدة، وهل هو جائز شرعا أم لا، كل هذه الأسئلة وغيرها طرحت في وسائل التواصل الاجتماعي، وكل أدلى بدلوه في المسألة بعلم أو من غير علم، وهل هناك تفسير علمي شرعي لهذا المرض أم لا، لذا أحببت أن أصل المسألة من منظور شرعي أولا ، وعقلي ثانيا، فهذا ما دفعني لتأليف الكتاب. قمت بتقسيم الكتاب بتقسيم إلى مقدمة، ومبحثين رئيسين، وخاتمة تحوي أهم النتائج والتوصيات. المقدمة: وتحوي سبب التأليف، والمؤلفات السابقة، والمعوقات التي واجهتني. المبحث الأول: نشأت الاستشراف. المطلب الأول: تعريف الاستشراف. المطلب الثاني: تاريخ ظهور الاستشراف. المبحث الثاني: أقسام الاستشراف. المطلب الأول: أقسام الاستشراف. المطلب الثاني: مظاهر الاستشراف في السنة النبوية. المطلب الثالث: ضوابط الاستشراف بالمستقبل. المطلب الرابع: الأمراض والأوبئة في المنظور الإسلامي المطلب الخامس: أهمية الاستشراف بالمستقبل في مواجهة الأزمات. الخاتمة: وتحوي أهم النتائج والتوصيات. وآخر دعوانا أن الحـــــــــمد لله رب العالـــــــــــمين.
استشراف- مستقبل- تنبؤ- معرفه الغيب
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع