الدعم النفسي والاجتماعي لما بعد الكارثة
محمد المقوز | mohamed almagooz
19/06/2024 القراءات: 758
الدعم النفسي والاجتماعي لما بعد الكارثة
تمهيد
إن المرور بأزمات، مثل التعرض للعدوان والهجمات الحربية، أو العنف، أو الكوارث الطبيعية، أو فقدان أو الانفصال عن أفراد الأسرة والأصدقاء، أو تدهور الأحوال المعيشية، وانعدام الوصول إلى الخدمات، وغير ذلك من أحداث صعبة، يعرض الكثير من الأشخاص الذين يمرون بهذه الأزمات إلى عواقب سلبية فورية، ويعرض البعض إلى عواقب سلبية طويلة الأمد، وهذه العواقب تؤثر بشكل ملحوظ على التعافي العاطفي والاجتماعي لهؤلاء الأشخاص. في مثل هذه الحالات، تبرز أهمية التدخلات النفسية الاجتماعية التي تعزز التكيف والتنمية الإيجابية على الرغم من المحن الواقعة.
يقع الدعم النفسي الاجتماعي في مقدمة هذه التدخلات، وقد أصبح بمثابة حاجة نفسية واجتماعية لمن يعانون من الأزمات في الأماكن المختلفة في العالم.
ويتم تقديم الدعم النفسي الاجتماعي في إطار جهود الاستجابة للطوارئ والأزمات كجزء من جهود الإغاثة الإنسانية، على أمل أن تسفر تدخلات هذا الدعم عن تأثيرات إيجابية على التعافي النفسي والاجتماعي للأشخاص المتأثرين.
مفهوم الدعم النفسي الاجتماعي:
قبل الدخول في تعريف مفهوم الدعم النفسي الاجتماعي يجب أن نتوقف قليلا عند مصطلح “النفسي الاجتماعي” الذي يشير إلى العلاقة الديناميكية بين البعدين النفسي والبعد الاجتماعي للشخص، حيث يؤثر ويتفاعل أحدهما على الآخر. وتستند هذه العلاقة إلى مجموعة من العوامل المتداخلة والمتكاملة التي ينبغي توافرها لتحقيق التعافي النفسي والاجتماعي. ويقصد بالبعد النفسي الأفكار والعواطف والمشاعر والذكريات والسلوكيات والتصورات وكيفية فهم الأمور، في حين يقصد بالبعد الاجتماعي التفاعل والعلاقات بين الفرد والأسرة والأقران والمجتمع والتقاليد الثقافية.
أما الدعم النفسي الاجتماعي في الكوارث والأزمات فهو يتمثل في المساعدة المعنوية والمساندة التي تتمثل في مشاركة المصاب في أوجاعه، ومرافقته في رحلة المعاناة والتخفيف عنه بشتى الطرق، من إظهار التعاطف وتهوين المصيبة، والبحث عن طرق الخروج من الأزمة بأقل خسائر ممكنة.
ويعرف الدعم النفسي الاجتماعي" بأنه العمليات والإجراءات التي تعزز من الرفاه الكليّ للأشخاص في عالمهم الاجتماعي، وتسهل قدرتهم على التأقلم والتعافي بعد ان عطلت الأزمة حياتهم، وتساعد في تعزيز قدرتهم على العودة إلى الحالة الطبيعية بعد معايشتهم لأحداث مؤذية" المصدر (الشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ، 2018). ويعرف كذلك بأنه إظهار الاهتمام والاكتراث بحاجات الأسر والأفراد والأطفال الذين يمرون بظروف صعبة واستثنائية.
وربما يختلف الدعم النفسي قليلاً عن مفهوم الرعاية الصحية النفسية التي تتطلب تدخل معالج متخصص، وبروتوكولات محددة.
فالدعم النفسي يمكن أن يقدمه الرفاق أو المقربين أو الأصدقاء أو غيرهم ممن يجيدون التأثير على الآخرين ويستطيعون مساعدتهم في التغلب على المحن.
أهداف الدعم النفسي
تتمثل أهداف الدعم النفسي اثناء الكوارث والأزمات في مساعدة الأشخاص على تجاوزها بأقل درجة من الخسائر النفسية ويمكن تفصيل تلك الأهداف في النقاط التالية:
1ـ تخفيف الضغوط النفسية والعصبية المصاحبة للأزمات الناتجة من الكوارث.
2ـ تخفيف الألم النفسي والجسدي.
3ـ الحد من ردود الفعل النفسية. الانفعالية الحادة التي تزيد من الضرر.
4ـ الحد من الآثار النفسية التي تقود إلى الاضطرابات والأمراض النفسية على المدى القريب أو البعيد.
الآليات المقترحة لتقديم الدعم النفسي في حالات الكوارث والأزمات:
1. التواصل والاستماع: يجب ان يكون من مناط به تقديم الدعم أن يكون متاحًا للأشخاص المتضررين وأن يستمع إلى مشاعرهم وتجاربهم. الاهتمام الإنساني يلعب دورًا كبيرًا في تخفيف الضغط النفسي.
2. التفكير الإيجابي: محاولة تشجيع الأشخاص على التفكير بإيجابية والتركيز على الجوانب البناءة والحلول.
3. التواصل الاجتماعي: عن طريق تقديم الدعم من خلال العائلة والأصدقاء والمجتمع. الشعور بالانتماء والتواصل كل ذلك يساعد في تخفيف الضغط النفسي.
4. الاهتمام بالصحة الجسدية: التأكد من تلبية احتياجات الشخص من الناحية الجسدية، مثل الطعام والمأوى والراحة.
5. التفكير في المستقبل: مساعدة الأشخاص على التفكير في الخطوات التالية وكيفية التعامل مع الظروف الصعبة.
6. التوجيه النفسي والتحفيز: وذلك باستخدام كلمات إيجابية وثنائية لتشجيع الأشخاص على الصمود والتكيف.
الدعم النفسي والاجتماعي ـــ الكوارث ـــ الأزمات ـــ اليات الدعم النفسي والاجتماعي.
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع