مدونة د. اوان عبدالله محمود الفيضي
ظاهرة العولمة ومفهوم العالمية
د. اوان عبدالله محمود الفيضي | AWAN ABDULLAH MHMOOD ALFAIDHI a
01/10/2024 القراءات: 1314
اليوم باتت العولمةعلى كل لسان وفي كل منتدى واضحى الناس في كل مكان في الارض يعيشون شكلا من اشكالها ويعانون لونا من الوانهافاليوم العالم ومايشهده من تفكك بنيوي على المستوى الدولي اوالاقليمي اوالوطني يبرهن لنا اننا نعيش في عالم معولم فكل تكوين سياسي معين وكل دولةتطمح بالتوسع وفرض هيمنتهاعلى غيرهامن الدول فتجعل العولمةشعارتتستر فيه لفرض اطماعهاالتوسعيةومبررا لتدخلهاغيرالمشروع في شؤون وسيادةدول اخرى فالعولمةهي عمليةالتفاعل والتكامل بين الاشخاص والشركات والحكومات في جميع انحاءالعالم وظهرهذا المصطلح لأول مرةفي اوائل القرن العشرين ودخل حيز الاستخدام الشائع في التسعينات لوصف الاتصال الدولي غيرالمسبوق لمابعدالعولمةلذافان ظاهرةالعولمةاوالكوكبةاوالكونيةاثارت ومازالت تثير الكثيرمن الاسئلةفهي ظاهرةقادمةمن الغرب بنمط سياسي اقتصادي ثقافي لنموذج غربي متطورخرجت تجربته عن حدوده لعولمةالاخربهدف تحقيق اهداف وغايات فرضهاالتطورالمعاصر وتتمثل في مجموعةمن التوجهات ذات البعد المستقبلي وتدورحول قضايامثل الديمقراطيةواقتصاد السوق الحرالخ فهي مصطلح يرادمنه تعميم قيم ومبادئ وانماط لتصبح انموذجا قابلاللتطبيق على الجميع بان يتنازل الاخرون عن خصوصياتهم لصالح هذا الجديد القادم وهي نظام يفرضه النظام الغربي بكل اساليب حياته على الانظمةالهشةوالضعيفةويخضعهاله الااذا قاومت الانظمةوغيرت من وضعهاوسياستهاحتى تحافظ على نفسهاوهويتهاوعقيدتهاوذاتها والا ذابت في هذا المارد العملاق الذي لايبقى ولايذروفكرتها الاساسية تبرزبازدياد العلاقات المتبادلةبين الامم سواءالمتمثلة في تبادل السلع والخدمات او في انتقال رؤوس الاموال او في تأثيرامة بقيم وعادات وتقاليد وقواعد غيرها من الامم فالعولمةماهي الا رسملةالعالم اي فرض الاسلوب الرأسمالي على العالم من خلال الاقتصادوالسياسةوالتجارةوالحياةالاجتماعية
واذا كانت العولمة هي المصطلح الدال على نظام جديد للعالم يكمن جوهرهافي الغاءالفواصل والحدودالجغرافيةوالموضوعيةبين الدول واسقاط الحواجزوالقيود الماديةوالثقافيةالتي تعترض التدفق الحرللسلع والخدمات ورؤوس الاموال والمعلومات في ارجاءالمعمورةفهي في ضوءهذاالمفهوم تهددبتنازل الدولةالوطنيةعن سيادتهالصالح مؤسسات العولمةووكالاتها الدوليةوسوف يكون للتفاعلات الاقتصاديةالدورالاعظم في توجيه سياسات الدول الخارجيةوفي تحديد مصالحها الوطنيةوقد انتقل جزءمن صلاحيات الدولةالاقتصاديةالسياديةالى صندوق النقد والبنك الدوليين ومنظمةالتجارةالعالميةفعن طريق اضعاف الدولةالوطنيةتتيح العولمةللقواعد فوق الوطنيةاساليب كثيرةللتعامل المباشرمع المنظمات الوطنيةغيرالحكوميةكجمعيات المجتمع المدني دون علم الحكومةوغالبا ما تتحول هذه المنظمات غير الحكوميةالى معبرللمنظمات غيرالحكوميةالعالمية حيث في ظل العولمةتعاني الدولةالوطنيةوخاصةفي العالم الثالث ضغوطا لتقدم تنازلات في حق السيادةواهمها مايتعلق بقوانينها الداخليةمن خلال استخدام سلاح المعونةالاقتصاديةاوالتهديد بإثارةمتاعب داخليةكالتلويح بورقةاضطهادالاقليات الدينيةاوالعرقيةاوانتهاك حقوق الانسان لذلك يجب على الدولةالوطنيةان تتهيأللتعامل مع عصرجديديجمع محاورقانونيةواقتصاديةوسياسيةوثقافية واجتماعيةمتداخلةوهومايعني تنميةادوارالدولة في مجالات معينة
فالعولمةتعني جعل الشيءعالمي او جعل الشيء دولي الانتشار في مداه اوتطبيقه الا ان العولمةتختلف عن العالميةفبالرغم من التقارب اللفظي بينهما الذي يرجع الى جذرهما اللغوي المشترك الذي يتمثل بكلمةعالم فضلاعن الترابط الوثيق بينهما منهجيا ومعرفياودلاليا فمعظم الاحيان يستخدم هذين المفهومين كمترادفين لذالابد من توضيح الفرق بينهماعلى اساس مضمونهما فالعالميةلا تعني العولمةفالاولى قيمةتعبرعن القانون المشترك لكل البشراي هي العام في كل خاص فلا عالميةدون خصوصيةاما العولمةفتمثل ارادةللهيمنةعلى العالم وبالتالي تتضمن قمعاواقصاءلكل ماهو خصوصي اماالعالميةفانهاتسعى الى الارتفاع بالخصوصيةالى مستوى عالمي فتسعى الى التفتح على التجارب الاخر رغبةفي الاخذوالعطاءوالتأثيرالمتبادل اماالعولمةفإنهاتهدف الى احتواءالعالم من خلال اختراق الاخروسلب خصوصيته فعالميةحقوق الانسان تتضمن اقرارا قانونيادوليا بتلك الحقوق والحريات اماعولمةحقوق الانسان فيراد منهاتحقيق اهداف سياسيةواقتصاديةوثقافيةتسعى اليهاالدول التي تعتمدالعولمةوتبشربمبادئهاوفي مقدمتهاالولايات المتحدة الامريكيةفالعالميةحركةانسانيةتسعى الى خدمةالبشريةوايجاد التقارب بين الشعوب وفيهايبلغ الانفتاح اقصاه ويشمل عددا من الجوانب المتعلقةبالقيم والاخلاق والمبادئ ويمكن عدالعالميةاسبق من العولمةلان العالميةصفةيمكن اضفاؤهاعلى ايةفكرةتأخذطابعا شمولياوالامثلةعلى العالميةكثيرةكالاعلان العالمي لحقوق الانسان والامثلةعلى العولمةالشركات متعددةالجنسيات والمنظمات الاقتصاديةالعالميةوالتكتلات الاقتصاديةالدوليةوالاقليميةكماتختلف العولمةعن العلمانيةاللادينيةاوالدنيوية التي تتعارض كليامع الدين لانهاحركةاجتماعيةتشكل اتجاهافي الحياةتقوم على مبدأاستبعادالاعتبارات الدينيةمن السياسةوتنميةالنزعةالانسانيةوتأسيس نظام قيمي وسلوكي بعيداعن الدين والعياذبالله وتعني في جانبها السياسي اللادينيةفي الحكم وفصل الدين عن الدولةوهي اصطلاح لا صلةله بكلمةالعلم التي اشتقت منهاومدلول العلمانيةالمتفق عليه يعني عزل الدين عن الدولةوعن حياةالمجتمع وابقاؤه حبيسا في ضمير الفرد وهي حركةفاسدةتهدف الى الانكباب على الدنياوالانشغال بشهواتهاوملذاتهاوجعلهاهي الهدف الوحيدفي هذه الحياةونسيان الدارالاخرةوالغفلةعنهاوقد يصدق على العلماني قول النبي صلى الله عليه وسلم"تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصةان اعطي رضي وان لم يعط سخط وتعس وانتكس واذا شيك فلاانتقش"رواه البخاري وفي قوله تعالى(من كان يريدالعاجلةعجلناله فيهامانشاءلمن نريدثم جعلناله جهنم يصلاهامذمومامدحورا)الاسراء/18ونحوذلك من الآيات والاحاديث والله تعالى اعلى واعلم والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات
(ظاهرة العولمة ومفهوم العالمية)