العبادات في العصر الرقمي، هل فقدنا الروحانيات ؟
نوال بومشطة | naouel boumechta
14/05/2021 القراءات: 3717
نعيش اليوم في زمن حقق فيه الإنسان تطورا هائلا في مجالات وميادين متعددة، واستطاع أن يتحرر من الجهل والعبودية، والتي كان يعيشها في الزمن الماضي، ليخطو خطوات متقدمة في النممية الشاملة، وهذا بفضل التطور العلمي والانفجار المعلوماتي حيث أصبحت حياة الأفراد سهلة وسريعة وغير مجهدة كما كانت من قبل، من خلال ما أدخلته التكنولوجيا والتقنية من تطورات في طريقة الحياة والعيش وسهلت الكثير من الأعمال التي يقوم بها يوميا.
وبعيدا عن الأعمال الروتينية، ساهمت التكنولوجيا أيضا في تسهيل أداء العبادات لدى المسلمين، حيث أن تطور الانترنت والأجهزة الرقمية، ساهم في مساعدة المسلم على معرفة أوقات الصلاة ومواعيد الإفطار في شهر رمضان، كما توفر الانترنت تطبيقات خاصة بالذكر وقراءة القرآن والأدعية وغيرها، من جهة أخرى الاختراعات اليومية أوجدت السجادة الرقمية وصولا إلى الصلاة الرقمية في زمن وباء كورونا.
تطبيقات رقمية لقراءة القرآن والأذكار والأدعية اليومية
كثيرا ما تلهينا الحياة عن ذكر الله –تعالى- بسبب أوقات العمل الطويلة التي نقضيها في العمل داخل وخارج البيت، وهنا وفرت الانترنت تطبيقات كثيرة يمكن تحميلها على الهواتف الذكية تساعد المسلم على استغلال أوقات فراغه بطرقة مفيدة، كقراءة الأدعية والذكر وقراءة القرآن وغيرها من العبادات التي توفرها هذه التطبيقات.
السجادة الذكية
حسب موقع جريدة الخبر الجزائرية في العدد الصادر بتاريخ 02-05-2021 (https://cutt.ly/0bKJRWt ) و تماشياً مع روح شهر رمضان الكريم، أعلنت شركة قطرية عن أول سجادة صلاة ذكية في العالم، مزودة بمساعد صوتي وشاشة إرشادية لتوجيه المصلين الكبار والصغار أثناء الصلاة.
تضم السجادة الذكية التي أطلق عليها اسم "سجدة"، شاشة LED مع مكبرات الصوت في المقدمة، حيث تبث الشاشة آيات قرآنية أثناء الصلاة ، ويمكن للأشخاص استخدام تطبيق الهاتف المحمول لاختيار الجزء الذين يريدون قراءته أثناء الصلاة تحديداً.
كذلك يتم مساعدة المستخدمين في التمثيل المرئي خطوة بخطوة للحركات أثناء الصلاة ، وتقدم السجادة تعليمات صوتية باللغتين العربية والإنجليزية لمزيد من الوضوح. ويمكن ربط السجادة الذكية بالهاتف المحمول لتجربة أكثر تخصيصاً.
الصلاة الرقمية
مع انتشار وباء كورونا ولجوء عدد كبير من الدول إلى غلق المساجد منعا لانتشار الفيروس، ظهر إلى الواجهة ما يسمى الصلاة الرقمية، خاصة صلاة الجماعة كالجمعة والتراويح وصلاة العيدين، حيث وجد البعض أن الفكرة مستحبة فيستطيع المصلي أن يتابع الإمام عبر التلفزيون أو الراديو، ويستمع لقراءته وذلك استجابة لمبدأ الضرورة في ظل هذا الوباء،
ويرى البعض الآخر أنّه لا يمكن "التعاطي مع الصلاة كمسألة عقلية، يتاح للإنسان أن يتصرف فيها كما يتصرف في السياسة أو الاقتصاد، بل هي عبادة، نتقرب بها من الله بما أراد، ومساحة التصرّف بها ضيّقة. وصلاة الجماعة مرتبطة بأمور روحانية، وبأمور شرعية، من شروطها اتحاد المكان واتصال الصفوف، وذلك لا يصحّ في البث الحي. حتى فكرة متابعة الإمام نفسها فيها إشكال لأن البثّ قد يصل متأخراً بضع ثوانٍ (https://www.bbc.com/arabic/middleeast-52986814).
انطلاقا مما تقدم وحتى وإن كان العالم الرقمي يساعدنا على أداء العبادات إلا أنه أفرغ منها الروحانية التي تخلق مع ملامسة المصحف الورقي، والوقوف خلف الإمام وبجنب المصلين، ومعانقة السجادة التي نلامس بها عنان السماء ونرفع من خلالها التكبير والتهليل والدعاء، فالوسائط الرقمية غيرت من عاداتنا في العبادة وأبعدتنا عن أجواء الروحانية والخشوع والسكينة رغم فوائدها الكثيرة التي اختصرت بها الجهد والوقت.
العصر الرقمي، العبادات، التقنية، الوسائط الرقمية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف