مدوّنة الأستاذ المشارك الدّكتور منير علي عبد الرّب القباطي
أحكام فقهيّة متعلّقة بالأضحية (2)
الأستاذ المشارك الدّكتور منير علي عبد الرّب | Associate Professor Dr. Muneer Ali Abdul Rab
07/06/2024 القراءات: 753
🌴 *شروط الأضحية*
وللأضحية شروط لا بد من توفّرها حتّى تكون مجزئة مقبولة:
✅ *الشّرط الأوّل*: أن تكون من بهيمة الأنعام وهي الإبل، والبقر، والغنم، ضأنها ومعزها؛ لقول الله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۗ}(الحج/34)، ولقوله صلّى الله عليه وسلّم: ( لا تذبحوا إلّا مسنّة، إلّا أن تعسر عليكم، فتذبحوا جذعة من الضّأن) رواه مسلم، والمسنّة هي: الثّنيّة من الإبل والبقر والغنم، ولم ينقل عنه عليه الصّلاة والسّلام أنّه ضحّى بغير هذه الأجناس، ولا أمر أصحابه بأن يضحّوا بغيرها، فوجب اتّباعه فيها .
✅ *الشرط الثاني*: أن تبلغ السّنّ المعتبر شرعًا؛ بأن تكون ثنيًّا إذا كانت من الإبل أو البقر أو المعز، وجذعًا إذا كانت من الضّأن؛ لقوله - صلّى الله عليه وسلّم - في الحديث المتقدّم : ( لا تذبحوا إلّا مسنّة، إلّا أن تعسر عليكم، فتذبحوا جذعة من الضّأن) رواه مسلم.
🌾 والثّني من الإبل ما تمّ له خمس سنين، والثّني من البقر ما تمّ له سنتان، و الثّني من الغنم ما تمّ له سنة، والجذع من الضّأن ما تمّ له ستّة أشهر (الحنفيّة والحنابلة)، وقيل: سنة (المالكيّة والشّافعيّة)، وهو الأولى والأحوط؛ خروجًا من الخلاف. وتجزئ الإبل والبقر عن سبعة أفراد، ولا يجزئ الضّأن إلّا عن واحد، والانفراد بذبيحة أفضل من الاشتراك مع غيره فيها.
✅ *الشّرط الثالث*: أن تكون خالية من العيوب الّتي تمنع من الإجزاء، وهي الواردة في حديث البراء بن عازب -رضي الله عنه- مرفوعًا: ( أربع لا تجوز في الأضاحي ) - وفي رواية ( لا تجزئ )- ( العوراء البيّن عورها، والمريضة البيّن مرضها، والعرجاء البيّن ضلعها، والكسيرة الّتي لا تنقي -أي الّتي لا مخّ لها، لضعفها وهزالها-)، وجاء في رواية ذكر ( العجفاء ) بدل ( الكسيرة ) رواه أصحاب السّنن بسند صحيح.
🌾 *والأفضل في الأضحية -للمقتدر- ما توفّرت فيها صفات التّمام والكمال كالسّمن، وكثرة اللّحم، وجمال المنظر، وغلاء الثّمن*؛ لقوله تعالى: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} (الحج/32)
قال ابن عبّاس -رضي الله عنهما- : " تعظيمها: استسمانها، واستعظامها ، واستحسانها ".
✅ *الشّرط الرّابع*: أن يكون الذبّح في الوقت المعتدّ به شرعًا؛ ويبتدئ من بعد صلاة العيد؛ لحديث البراء -رضي الله عنه- قال: قال النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: ( إنّ أوّل ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلّي، ثمّ نرجع فننحر، فمن فعل هذا فقد أصاب سنّتنا، ومن نحر قبل الصّلاة، فإنّما هو لحم قدّمه لأهله، ليس من النّسك في شيء ... ) رواه البخاري، وفي رواية ( من ذبح قبل الصّلاة فإنّما ذبح لنفسه، ومن ذبح بعد الصّلاة، فقد تمّ نسكه، وأصاب سنّة المسلمين). متّفق عليه.
ويمتدّ وقت الذّبح على الصّحيح حتّى غروب شمس آخر يوم من أيّام التّشريق، وهو اليوم الثّالث عشر من ذي الحجّة، فتكون مدّة الذّبح أربعة أيّام؛ لقوله - صلّى الله عليه وسلّم - ( كلّ أيّام التشريق ذبح ) رواه أحمد وحسّنه الألباني.
شروط، أحكام، أضحية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع