مدونة الجيلالي الساجعي


الدروس الحسنية الرمضانية: شهادات وإضاءات

الجيلالي الساجعي | Jilali essajai


11/12/2023 القراءات: 1004  



تعتبر الدروس الحسنية دروسا دينية وتربوية اشتهر بها المغرب والمغاربة، وذاع صيتهم بربوع العالم الإسلامي لاسيما بعد مشاركات العلماء من مختلف الأمصار والأصقاع، والذين انبرت أقلامهم للتأكيد على أهمية هذه الدروس ومكانتها في توجيه الشباب والمسلمين عموما للسعي في البحث عن العلم والتعلم، والتأكيد على أهمية الأخلاق والمثل الإسلامية العليا من صدق وإخلاص وعدل وإحسان ففي أواسط الثمانينات من القرن الماضي ألقى العلامة الشيخ عبد الفتاح أبوغدة درسا حسنيا أفرد فيه شهادته في حق هذه السنة الحميدة التي تفرد بها سلاطين المغرب فقد خاطب الملك الراحل الحسن الثاني بقوله:" ولقد تفردتم في هذا العصر من بين الملوك والرؤساء بهذه السنة السنية وهذا الفضل الفريد وتفردتم أيضا بأنكم حين تجمعون العلماء، تجمعونهم لإعزازهم ورفع مقامهم وإعلاء شأنهم، تجمعونهم وتجلسون بينهم متواضعين صاغين مجلين معتقدين بقداسة ما يقولون من كتاب وسنة وفكر إسلامي صحيح سلفي أو خلفي فأنتم بينهم في مقام الشهود لهم بصدق ما ينقلون وحق ما يقولون" وهذا التفرد هو ما أضفى على هذه الدروس والحلق والمجامع العلمية صبغة أشبه ما تكون بما كان عليه السلف الصالح رضوان الله عليهم كما أشار إلى ذلك الشيخ أبو غدة:" إنها لسنة حسنة حسنية وساعة مباركة رحمانية يجتمع فيها كبار أهل العلم ووجوه أهل الحكم وسلطان المؤمنين الأبرار مولانا الحسن الثاني ملك المغرب الحبيب الشريف العالم النسيب حفظه الله تعالى ورعاه، يجتمعون جميعا لسماع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. إنها لجلسة تذكر بمجالس السلف الصالح حين كانوا يقطعون الفيافي والقفار، والأراضي والبحار، ويفارقون الأهل والديار، ليحضروا مجلس سماع الحديث الشريف لعالم عرف بالحديث أو كان من أهل التحديث" دروس بهذه السمات التي تطبعها وهذه المكانة والجدية في تبصير الناس بمعاني الإسلام السامية لا يمكن إلا أن تكون محط تقدير العالم الإسلامي كما أشار إلى ذلك الأستاذ عبد الصبور شاهين بقوله:" فلا بد قبل أن أبدأ حديثي أن أسجل تقدير العالم الإسلامي كله لهذه السنة الحميدة التي سنها أمير المؤمنين في هذا العصر الذي شغل بكل شيء ما عدا الدين. هذا مقام يرتفع فيه الدين، وترتفع فيه أقدار العلماء، ويمتحن فيه العلم، وتلك سنة نسأل الله أن يمد في أجلها وأن يطيل في عمر صاحبها، وأن ينفع بها عباد الله وبلاد الله.


الدروس الحسنية، عبد الفتاح أبو غدة..


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع