مدونة الدكتور هلال السفياني التربوية


الاتجاهات المعاصرة للإعداد المهني للمعلم :

د. هلال محمد علي السفياني | Dr: Helal Mohammed Ail Alsofeany


24/11/2020 القراءات: 5941  


الاتجاهات المعاصرة للإعداد المهني للمعلم: اتسمت البرامج التقليدية لإعداد المعلمين بتركيزها على المعرفة وإتقان عدد من المقررات كمعيار للنجاح في ممارسة عملية التعليم، وكان من الواضح وجود الانفصال بين المواقف التي يتعرض لها المعلم في فترة دراسته والمواقف التي سيعمل فيها بعد تخرجه؛ مما سبب له نقصًا واضحًا في الأداء التدريسي، وفي ظل التغيرات المتسارعة في شتى المجالات أصبحت البرامج التقليدية لإعداد المعلمين لا تستطيع مواكبة هذا التطور؛ لذلك ارتفعت الأصوات مطالبة بضرورة تعديل برامج إعداد المعلمين (الخالدي، 2008، 267-268)؛ ولذلك ظهرت مداخل مختلفة لإعداد وتأهيل المعلمين، منها:
1- مدخل المهارات: اهتم اهتمامًا خاصًّا بإكساب مهارات التدريس للطلبة المعلمين في كلية التربية، على اعتبار أن التدريس الناجح ما هو إلا سلسلة من المهارات يستطيع أن يؤديها المعلم الجيد وغير الجيد، ولكي ينجح هذا البرنامج ينبغي إقامة شراكة بين كلية التربية والمدارس، والرابط بين برامج الإعداد قبل الخدمة وأثنائها، وبين الجانب النظري والتطبيقي، وتحديد معايير لتقويم مدى فاعلية ما أحرزه الطالب المعلم من تقدم (حمادة، 2015، 24-25).
2- مدخل الكفايات: ركز على ثلاث قدرات، هي: القدرة المعرفية، والقدرة المهارية، والاتجاه الاجتماعي الوجداني. وتنظم هذه القدرات في كفايات محورية تم تحديدها في كفايات: استراتيجية تتعلق بتكيف الانسان، تواصلية تتعلق باكتسابه اللغة والتواصل بمختلف أنواعه، منهجية تتعلق بتعلم منهجية التفكير والعمل والتنظيم، ثقافية، وكفايات تكنولوجيا تتعلق بالتقنية استهلاكًا وإنتاجًا (الضبع، 2006، 92). وهذه الكفايات تجعل المعلم قادرًا على مواجهة مسؤولياته التعليمية بصورة فعالة، وجعلت معيار تقويمه هو ما يستطيع أداءه فعلا لا ما يعرفه أو يعتقده (الخالدي، 2008، 278).
3- مدخل الجودة الشاملة: أحدثت فلسفة الجودة الشاملة نقلة نوعية في تطوير العملية التعليمية، فظهرت حركة نواتج التعلم القابلة للقياس، وتم وضع معايير محددة لجودة التعليم يصحبها تقييم وفقًا لمؤشرات دقيقة تدل على تحقق المعايير وتحقق نواتج التعلم. (الهاشمي والعزاوي، 2009، 132).
4- مدخل المعايير: يُعد من أحدث المداخل التي يمكن اعتمادها في التعامل مع التعليم والعناصر المكونة له، فالمعايير هي: محددات وضوابط تهدف للوصول إلى رؤية واضحة للمدخلات، والمخرجات، وتحقيق الأهداف المنشودة، للوصول إلى الجودة الشاملة في التعليم (الضبع، 2006، 93-94).
وقد وضعت منظمة علماء النفس الأمريكية مجموعة من المعايير لجودة الممارسة التدريسية للمعلم منها: أن يتمكن من المفاهيم الأساسية وبنية العلوم التي يتخصص في تدريسها، ويتقن مهاراتها، وتقديم فرصٍ تدعم النمو العقلي والاجتماعي والشخصي للمتعلم، ويبتكر مواقف وفرصًا تعليمية تتلاءم مع تنوع المتعلمين وتبايناتهم، ويمتلك مدى واسعًا ومتنوعًا من طرائق واستراتيجيات التعليم والتعلم ويستخدمها في تشجيع وتنمية قدرات الطلبة على التفكير الناقد وحل المشكلات وأداء المهارات، ويوفر بيئة تعلم تحفز التفاعل الاجتماعي الإيجابي، والاندماج النشط في التعلم، ويعزز البحث الإيجابي والاستقصاء النشط والتعاون والتفاعل الصفي الداعم من خلال إلمامه بأساليب التواصل اللفظية وغير اللفظية وتوظيفها بفاعلية في تحقيق ذلك، ويخطط للتعليم معتمدًا على معرفته بمحتوى المادة، والطلبة والمجتمع وأهداف المنهج، ويستخدم بفاعلية الأساليب والاستراتيجيات التقويمية المناسبة، ويمارس التفكير والتأمل ويتحرى الفرص التي تدعم نموه المهني المستمر (عبدالعظيم وعبدالفتاح، 2017، 63-64) و(باتريك وماري، 2004، 124-125).
5- مدخل مخرجات التعلم: مع بداية الألفية الثانية اتجهت غالبية الجامعات العالمية، ووكالات الجودة في التعليم للأخذ بمدخل مخرجات التعلم الذي نظر للطالب على أنه محور تخطيط البرامج، وجعلت الأهداف والمخرجات بؤرة النشاط التعليمي، فلا يتم تصميم البرنامج كهدف بحد ذاته، وإنما ما الذي ينبغي أن يفعله من أجل من تحقيق مخرجات التعلم؟، وكيف يمكن التحقق من تحققوها؟(كويران، 2014، 12).
ولئن كانت مخرجات التعلم الحديثة قد أحدثت ثورة في التعليم؛ بحيث سهلت عملية التقويم والمقارنة وساعدت على جودة التعلم؛ فإن الصياغة الموفقة لمخرجات تعلم مقرر دراسي ينبغي أن تعتمد على استخدام مصطلحات دقيقة مستقاة إلى حد كبير من تصنيف (بلوم وزملائه) لمستويات التعلم المعرفي والوجداني والنفس حركي (كنيدي، 1434هـ، 9)، وهو ما يساعد على تحقق النمو الشامل للمتعلم، وفقًا للتوجهات المعاصرة التي سعت إلى المواءمة بين مخرجات التعلم واستراتيجيات التدريس والتقويم (السفياني، 2020، 2).
أهمية الاتجاهات المعاصرة في الإعداد المهني للمعلم:
إن التنمية المهنية للمعلم ليست مجرد برامج تدريبية تتضمن أنشطة تفرضها المؤسسة، وإنما هي برامج فردية ومؤسسية تساعد عضو هيئة التدريس على (بصفر وآخرون، 2011، 109-110):
إعداده لتعلم مستمر مدى الحياة.
التجريب والانفتاح على الأفكار والرؤى الجديدة.
استخدام استراتيجيات تدريس تتمحور حول المتعلم.
زيادة احساس عضو هيئة التدريس بالمسؤولية والاستقلالية.
بناء ثقافة العمل الجامعي والعمل في فرق والعمل التعاوني.
اكتساب مهارة تحليل الأداء الذاتي والتفكير فيه والتقويم الذاتي ووضع أهداف جديدة للتحسين.
تحسين نوعية مناخ العمل في الجامعة.
التواصل إلى نسبة ميسرة للتحسين والتطوير.
بناء فلسفة جديدة لعضو هيئة التدريس تجعل التنمية المهنية المستدامة أساسا للتغيير وتطوير الأداء.
وفي ضوء متطلبات التوجهات المعاصرة يجب على كليات التربية إعداد وتصميم البرامج المتطورة لإعداد وتأهيل المعلمين في كافة المجالات، مع ضرورة تطوير التعليم وتحسين وتطوير المناهج والأساليب والطرق المستخدمة في عملية التدريس (الفادني، 2016، 58). وقد طرحت الكثير من الدراسات والمؤتمرات توصيات واقتراحات لإصلاح وتطوير نظم إعداد المعلم بكليات التربية.


الاتجاهات المعاصرة للإعداد المهني للمعلم


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع