مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (225)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


21/11/2024 القراءات: 229  


-أخاك أخاك:
من أشعار العرب الجميلة:
قال الشاعر مسكين الدارمي:
أَخاكَ أَخاكَ إِنَّ مَن لا أَخًا لَهُ ... كساعٍ الى الهيجا بغير سلاحِ
وإِنَّ ابنَ عمِّ المرء -فاعلم- جناحُهُ ... وَهَل ينهضُ البازي بغير جناحِ؟
***
-الكشكول للشيخ عبدالعزيز السامرائي:
له كشكول في ثلاثة أجزاء، رأيت الجزء الثاني، والثالث.
كُتب على غلاف (الجزء الثاني): "هذا كشكول المفتقر إلى الله الغني المدرس في هيت عبدالعزيز بن سالم السامرائي، وذلك ابتداء من (12 ذي القعدة سنة 1366) الموافق (6 أيلول سنة 1947م) يوم الجمعة المبارك، وأسأل الله من فضله".
"بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي تفيض منه كل النعم، الذي عطاؤه للأغنياء ومنعه للفقراء وفق الحكم، الذي كل شيء عنده خزائنه وينزله بالقدر الأتم، وجعل أعلى أنواع تلك الخزائن التقوى والعلم، فلا يعطيها إلا لمن خصه بالكرم، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد سيد العارفين أهل الهمم، وعلى أصحابه وآله الذين هم أسود في النهار ورهبان في الظلم، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم السرور والندم.
وبعد: فإنَّ العلم أعلى أنواع العطاء، وأعز موجود في الأرض، ولذلك قال الله تعالى لأكبر أحبابه سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم...".
يقع في (94) صفحة، جمع فيه فوائد نحوية، وفقهية، وصوفية، وحديثية، يكتب مرة بالأخضر، ومرة بالأزرق، ومرة بالأسود، وخطه جميل، وهو خاص بالمدة التي قضاها الشيخ عبدالعزيز في مدينة (هيت) مدرسًا في مدرستها العلمية، بخلاف الجزء الثالث فهو خاص بإقامته في مدينة (الفلوجة)، وأما الجزء الأول فهو خاص بمرحلة الطلب في (سامراء) على ما يبدو.
كما فيه (أي الجزء الثاني من الكشكول) كتابة عن الشيوعيين ومتابعة لتاريخهم الأسود. وفيه ذكر حرب العرب مع إسرائيل، ورأي الشيخ في كل ذلك. وهو مودع في مكتبة الأوقاف في جامع الرمادي الكبير، وقد تمَّ نقله كله والحمد لله. وبقي تصويرُ صفحة منه. وهناك كتب الشيخ وبعض آثاره، منها خطبة. الكتب الصادرة والواردة. الكتب المقررة للمدارس الإسلامية كما نصتْ عليه اللجنة المؤلفة من ... والسامرائي.
كتبتُ هذا قبل سنوات طويلة، وقد كان الجزء الأول من هذا الكشكول عند سبط الشيخ، والثاني في مكتبة الجامع الكبير في الرمادي، والثالث عند تلميذه الشيخ أحمد الجنابي، وقد فُقدت الأجزاء الثلاثة، والله المستعان.
***
-حول اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم:
سمعتُ متحدِّثًا قال إن النبي صلى الله عليه وسلم مارس الاجتهاد الجماعي! وهذا خطأ، ومَن ذا الذي كان يشارك النبي صلى الله عليه وسلم في اجتهاده أو يشركه عليه الصلاة والسلام في ذلك؟ فإن قال: إنه يقصد الشورى، قيل: الشورى في مسائل الدنيا وأمورها، ولا يُسمّى ذلك اجتهادًا بمعناه الاصطلاحي، وأمّا ما كان عائدًا إلى التشريع فلا يصح القول فيه بالاجتهاد الجماعي.
***
-لك الحمد:
لكَ الحمدُ يا مُحييًا للرِّمَمْ * * * ويا ناشرَ الخلق بعدَ العَدَمْ
تَباركتَ يا ربُّ تَعنُو الجباه * ** لعِزّكَ تَرجُوكَ بُرءَ السقَمْ
غَمَرتَ الحياةَ بفَيض العَطَا * ** وَحُقَّ لَكَ الشكرُ يا ذا النعَمْ
فهَبنا عَزيمةَ أهلِ التقى * * * وَحقّق مُنانا بنُور القِيَمْ
وعَجِّل لنا بانكشَاف الخطُوب * ** فقد طالَ فِينا البلا والعَتمْ
تَخلّى القَريبُ وَعَزّ المُجيب ** * وجَارَت علينا جُموعُ الأمَمْ
سِنُونَ عِجافٌ ونَزفُ الجِراح ** * يُروّي ثَرانا كَوَبلِ الديمْ
لَكَ الحمدُ مُستَوجِباً للثنا * ** لَكَ الشُّكرُ والصبرُ مَهما ألمّ
وصَلّ على عَبدِكَ المُصطفى ** * خِتامِ النبوّةِ مُعلِي الهِمَمْ
وآلٍ وصَحبٍ شُموسِ الهُدى * ** هُمُ النورُ في العَالمين الأتمّ
‏7 من جُمَادى الأولى 1446هـ المُوافق 8 /11 / 2024 م
شعر عبدالمجيد البيانوني.
***
-مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه:
قال الفِرَبْرِيُّ عن شيخه الإمام البخاري رحمه الله: أملى يومًا عليَّ حديثًا كثيرًا، فخاف مَلالي، فقال: «طِبْ نفسًا، فإن أهل الملاهي في ملاهيهم، وأهل الصناعات في صناعتهم، والتجار في تجاراتهم، وأنت مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه». سير أعلام النبلاء (12/ 445).
وفي هذا قال الأخ الشيخ عدنان الخانجي الحلبي المدني:
تلك البشارة بلسمٌ وغذاءُ ... وهي الدواءُ لمن به أدواءُ
وبها البشارةُ مِن إمامٍ جامعٍ ... بين الأئمة مشعلٌ وضاءُ
***
-الدعاء عند الملتزم:
قال السيوطي في كتابه «جياد المسلسلات» (ص: 196):
"الحديث السادس عشر: مسلسل بإجابة الدعاء في الملتزم.
أخبرتني أم هانئ بنت أبي الحسن، سماعًا عليها، قالت: أخبرنا عبدالله بن محمد النشاوري، قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد الطبري، قال: أخبرنا أبو القاسم بن مكي، قال: أخبرنا أبو طاهر السِّلفي، قال: سمعتُ أبا الفتح الغزنوي يقول: سمعتُ أبا الحسن علي بن محمد بن نصر اللبان يقول: سمعتُ أبا القاسم حمزة بن يوسف السهمي يقول: سمعتُ أبا القاسم عبيدالله بن محمد بن خلف البزاز يقول: سمعتُ محمد بن الحسن الأنصاري يقول: سمعتُ أبا بكر محمد بن إدريس المكي يقول: سمعتُ عبدالله بن الزبير الحميدي يقول: سمعتُ سفيان بن عيينة يقول: سمعتُ عمرو بن دينار يقول: سمعتُ ابن عباس يقول: سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: الملتزم موضعٌ يستجاب فيه الدعاء، وما دعا عبدٌ الله تعالى فيه دعوة إلا استجابها.
قال ابنُ عباس: فو الله ما دعوتُ الله فيه قط إلا أجابني. [وهكذا قال كلُّ راو].
قال السيوطي: "وأنا دعوتُ الله بأمور دنيوية وأخروية، فاستجاب لي الأولى، وأرجو أن تكون الأخرى قد استجيبتْ".
وقال في «حُسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة» (1/ 338):
"لما حججتُ شربتُ من ماء ‌زمزم، لأمور؛ منها أن أصل في الفقه إلى رتبة الشيخ سراج الدين البُلقيني، وفي الحديث إلى رتبة الحافظ ابن حجر".
قلتُ: وربما شرب ماء زمزم عند الملتزم ودعا.
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع